ذكرت شبكة «فوكس نيوز»، الإخبارية الأمريكية، أمس، أن المشير عبدالفتاح السيسى، المرشح لرئاسة الجمهورية، حث الرئيس الأمريكى، باراك أوباما على استئناف المساعدات العسكرية المجمدة لمصر، محذراً من أن عدم استعداد الولاياتالمتحدة لمكافحة الإسلاميين المتطرفين فى الدول العربية، التى تشهد صراعات، أمر يهدد الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأوروبيين والعرب. ونسبت «فوكس نيوز» إلى السيسى تصريحات أدلى بها، خلال لقاء، استمر ساعتين، مع مجموعة صغيرة من الصحفيين والباحثين المتخصصين فى الأمن القومى الأمريكى، الأسبوع الماضى، أكد فيها أن مصر فى حاجة مُلحة للحصول على المساعدات العسكرية الأمريكية لدعم عمليات مكافحة الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء، ومعسكرات التدريب الجهادية فى ليبيا، قرب الحدود المصرية. ونقلت الشبكة عن السيسى قوله إن «عدم استعداد أمريكا لمساعدة مصر فى معركتها ضد أكبر تمرد للمتطرفين فى تاريخها، واحتواء الحرب الأهلية الجارية فى العراق وليبيا وسوريا، خلق أرضاً خصبة للتطرف الدينى، ما سيكون كارثياً للولايات المتحدة والعرب». وأضاف، حسبما نقلته الشبكة أن «هؤلاء الجهاديين المتشددين الذين يقاتلون على السلطة فى سوريا ودول عربية أخرى لا يعرفون سوى الدمار»، واصفاً أسامة بن لادن بأنه «كان الأول ولكن ليس الأخير». وذكرت «فوكس نيوز» أن وزير الدفاع السابق اتهم الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلنطى (ناتو)، ب«خلق فراغ سياسى فى ليبيا، نتج عنه ترك البلد بأكمله تحت رحمة المتطرفين والسفاحين والقتلة»، وذلك برفضهما نشر قوات للمساعدة فى استقرار البلاد بعد الإطاحة بالعقيد الراحل، معمر القذافى، قائلاً: «التاريخ سيحكم عليكم بقسوة». وخلال اللقاء «النادر»، بحسب تعبير «فوكس نيوز»، والذى عقد بالقاهرة، أكد السيسى مراراً وتكراراً رغبة مصر فى وجود علاقات قوية مع واشنطن، وفى مساعدتها لها، قائلاً إن تجنب وقوع مصر فى مزيد من الفوضى ومساعدتها على استعادة الاستقرار السياسى والنمو الاقتصادى أمر يصب فى مصلحة الولاياتالمتحدة وحلفائها، مؤكداً أن «مصر بحاجة إلى دعم اقتصادى كبير للغاية للتغلب على التحديات الضخمة». ورأت «فوكس نيوز» أن «لهجة المشير التصالحية، وتكراره الحديث عن رغبته فى إصلاح العلاقات مع واشنطن يتناقض بشكل حاد مع خطابه القاسى، فى الصيف الماضى، عن قرار أوباما تجميد المساعدات الأمريكية للقاهرة رداً على الإطاحة بنظام الرئيس السابق، محمد مرسى»، قائلة إنه فى اللقاء الأخير بالصحفيين الأمريكيين، تحدث باعتزاز عن أيام دراسته فى كلية الحرب الأمريكية، معرباً عن أمله فى تحول مصر إلى دولة ديمقراطية مماثلة لتلك التى فى الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وعن عزل مرسى، أكد المشير أن ما حدث لم يكن انقلاباً عسكرياً ولكنه انتفاضة شعبية ضد المتطرفين وضد حكم الإخوان المتطرف، بحسب «فوكس نيوز». ونقلت الشبكة عن السيسى قوله إنه «على الرغم من تفهمه لسبب وقف واشنطن مساعداتها لمصر، فإن كثيرا من المصريين لا يفهمون الأمر، حيث شعروا بالإهانة والجرح بعد تعليق المساعدات فى خضم التمرد الذى كنا نواجهه، خاصة أن الرئيس أوباما كان قد تعهد بأن أموال ومعدات مكافحة الإرهاب لن تتأثر بقرار التعليق، وهو ما جعل المصريين يتساءلون: لماذا يفعل أصدقاؤنا هذا؟». وأكدت الشبكة أن السيسى شدد على أنه مهما تطور الخلاف الحالى بين القاهرةوواشنطن فإن الجيش المصرى لايزال يشعر بالامتنان لتقديم حوالى 73 مليار دولار للقاهرة كمساعدات أمريكية بين عامى 1948 و2012، والكثير منها كان مخصصاً للمشتريات العسكرية والتدريبات، ونسبت إلى السيسى قوله: «لن نكون جاحدين ونتحول عنكم»، مؤكداً أن الدعم السياسى والاقتصادى الأمريكى كان حاسماً لتحقيق الانتعاش الاقتصادى والسياسى فى مصر. ونقلت الشبكة عن السيسى قوله إن «التمرد العنيف الذى تشهده مصر منذ عزل مرسى أغضب المصريين العاديين»، مشيرة إلى أنه على الرغم من عدم تأييده لوجود حكومة علمانية على وجه التحديد، فإنه أكد أن «المصريين لا يريدون أن يتم إجبارهم على الذهاب إلى المسجد أو الكنيسة»، قائلاً: «يجب أن تكون المرأة حرة فى ارتداء الحجاب أو خلعه». وأشارت الشبكة إلى أن السيسى أكد أن «المصرى العادى لم يعد يخشى الإخوان، وأن أى حكومة منتخبة فى المستقبل سيكون عليها تلبية المطالب، والتوقعات السياسية، والاقتصادية».
