أكد عدد من رجال الأعمال المصريين، أن الاستثمارات الخليجية يمكن أن تكون طوق النجاة الذي ينتشل الاقتصاد المصري من ازمته الخانقة التي يمر بها حاليا. وقال المهندس صلاح محسن رئيس شركة المقاولون العرب، إن الاستثمار الخليجي بصفة عامة ينطوي على أهمية كبيرة لدى الاقتصادي المصري, وذلك نظرا للحس العربي الذي تتمتع به هذه الدول مقارنة بباقي دول العالم, الأمر الذي يظهر جليا في ميل الشركات العربية إلى منح المصريين أكبر نسبة تشغيل في شركاتها العاملة بمصر, وذلك بعكس الشركات الأوروبية مثلا التي تفضل أن تكون النسبة الغالبة لرعاياها المقيمين في البلاد. وأضاف «محسن» في تصريحات نقلتها جريدة «السياسة» الكويتية، أن الاستثمارات العربية والخليجية غالبا ما تتجه لخدمة أهداف وطموح الاقتصاد المصري, فنجدها تقبل على المساهمة في مشروعات التنمية والمشروعات القومية الكبرى التي تطرحها الحكومة المصرية, موضحا أن الاستثمار العربي يضع مستهدفات الاقتصاد المصري جنبا إلى جنب أهدافه ومصالحه الخاصة, وذلك أيضا بعكس باقي دول العالم. في نفس السياق قال المهندس حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، إن مطالب الخليجيين للاستثمار في مصر محددة في عدة نقاط, أولها عودة الأمن والأمان للشارع المصري, ثم الحد من البيروقراطية والإجراءات الحكومية الروتينية المعطلة للنشاط, كذلك تعديل القوانين الاقتصادية ذات الصلة بالاستثمار الأجنبي, ذلك فضلا عن احترام الحكومة لتعاقداتها مع الشركات الأجنبية وعدم فسخها أو تعليقها تحت أي ظرف طارئ تتعرض إليه البلاد. من جانبه، قال محمد جنيدي رئيس نقابة المستثمرين الصناعيين، إن متطلبات جذب الاستثمارات الخليجية هي نفسها متطلبات جذب مختلف الاستثمارات الأجنبية, موضحا أن محفزات الاستثمار واحدة وتجذب مختلف الراغبين في الاستثمار في مصر من العرب والأجانب. وأشار إلى أن الاقتصاد المصري في حاجة ماسة للإصلاح وإعادة التهيئة, حيث يتطلب إجراءات عدة ومكثفة لمواجهة التراجع والترهل الذي أصابه, فمثلا لابد من تعديل القوانين والتشريعات المنظمة للحركة الاقتصادية. من جهته, قال أحمد جلال رئيس جمعية الاستثمار الدولي «إيبيا»، إن الدول الخليجية قوية اقتصاديا, ولديها دخل قومي كبير واستثمارات خارجية ضخمة في مختلف دول العالم, لذا فإن العمل على جذب جزء من تلك الاستثمارات لمصر أمر في غاية الأهمية، خاصة في ظل الظروف التي تقاسيها مصر في هذه المرحلة, واستنادا لقوة العلاقات التي تجمع بين الشعبين المصري و الخليجي منذ قديم الأزل. و توقع «جلال» أن تشهد المرحلة الراهنة فرصا حقيقية لتعميق التعاون بين مصر والكويت, وذلك في ظل المساعي المصرية الخليجية لتعزيز التعاون المشترك خلال هذه الفترة, والتي أسفرت بالفعل عن شراكات استثمارية مع كل من السعودية والإمارات, مؤكدا أنه من المنتظر أن يكون للكويت نصيب من هذه الشراكات للمساهمة في إنقاذ مصر من أزمتها الاقتصادية ومساندتها لتجاوز تعثرها الراهن.
