عقد معهد التنوع الإعلامي، الأربعاء، مائدة مستديرة تحت عنوان «مهنية الإعلام بعد 30 يونيو»، بالتعاون مع مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، أكد خلالها الحضور أن مهنية الإعلام تراجعت بعد 30 يونيو. قال صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن «العوامل التي تأتي ببعض الممارسين للإعلام إلى الشاشة غير موضوعية وتفتقد للأسس المهنية، فليس التأهيل الأكاديمي والمهني الأساس ولكنها مسألة انتقائية تتدخل فيها عوامل عدة ومنها أجندة المؤسسة الإعلامية. أضاف «العالم» أن «التناول الإعلامي بعد 30 يونيو أصبح أحادي الجانب، وطلت علينا في الشهور الأخيرة أمراض التسريبات التليفونية، ووجه الإعلامي الذي يعرض تلك التسريبات أصابع الاتهام لأطراف تلك المكالمات، دون أن يوضح مصدر تلك التسريبات، ومن حقي كجمهور أن أعلم المصدر، كما أنه لم يعط الحق لتلك الأطراف أن تتحدث عن الظروف التي جاءت فيها المكالمات، كما أنه يعرضها وفقًا لرؤيته ولم يوضح هل هذه كل المكالمات أم أنه اختار بعضها وترك البعض، فكل هذا توجيه واضح». من جانبها قالت عبير السعدي، عضو مجلس نقابة الصحفيين، «أننا ندرك مدى تأثير الاستقطاب السياسي في السنوات الأخيرة على العمل الصحفي والإعلامي»، مشيرة إلى أن «هناك ميثاق شرف صحفي لكنه غير مفعل على أرض الواقع، لأنه يواجه تحديات كثيرة ومنها بيئة العمل الصحفي، وعدم وجود ضمانات للصحفي بمناخ عمل جيد لا يتعرض فيه للتعسف من قبل المؤسسة التي يعمل بها». وقال عماد حسين، رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «الشروق»، إن «الملكية تؤثر في السياسة التحريرية للمؤسسة، ومن يتصور غير ذلك واهم، لكن السؤال ما هي حدود هذا التأثير، فلابد من وجود اتفاق مسبق بين الملاك والمسؤوليين عن السياسة التحريرية حول شكل وحدود هذا التدخل بمعنى أن يكون منظم». وأشار إلى أننا اليوم نعاني من إعلام أحادي الاتجاه ، وأنه لا توجد أحزاب سياسية منظمة فأصبح الإعلام يقوم بدورها ،وأكد على ضرورة مراجعة السياسات الاعلامية الموجودة حتى لا يستمر الإعلام الموجه. واتفق معه خالد البلشي، عضو مجلس نقابة الصحفيين، الذي أكد أن «ملاك وسائل الإعلام هم الذين يصنعون السياسات الإعلامية في وسائلهم»، مشيرًا إلى أن «حال الإعلام لن ينصلح إلا عندما يكون لدينا الإعلام الذي يعبر عن المواطن، وأنه لابد أن يكون للجمهور دور في صياغة مواثيق الشرف الاعلامي التي نتحدث عنها». من جانبه ذهب الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز، في عرض رؤيته إلى لعبة الأفلام، حيث استشهد في تحليله بأسماء عدد من الأفلام العربية للتشبيه بها، وقال «الإعلام في مصر يبدو كما لو أنه (امرأة سيئة السمعة)، الجميع يطعن في شرفها لكنه في نفس الوقت يخطب ودها، كما أن الساحة الإعلامية تضم شخصيات لا تعرف المهنية الإعلامية، ووجودها في حد ذاته جريمة إعلامية». وأضاف «عبد العزيز» أن «الإعلام في مصر لا يحتاج لميثاق شرف لأن ميثاق الشرف هو أمر طوعي بين أبناء المهنة يختارونه ويلتزمون به من أنفسهم ولا يحتاج لقانون لسنه والالتزام به، لكننا نحتاج إلى مفوضية وطنية للإعلام تتبني مشروعات قوانين وتضم هيئات دقة عامة ومراقبة».
