لو أن وزير الداخلية الجديد يتسم بالقوة والجرأة والحسم والعزم.. لأمر باعتقال المدعو حازم عبدالعزيز الببلاوى.. ليس لأنه سرق أو نهب.. حاشا لله.. وإنما بتهمة انتحال صفة رئيس وزراء مصر.. وانتحال صفة الغير جريمة يعاقب عليها القانون فى جميع بلاد الدنيا.. ما عدا فى مصر المحروسة.. بدليل أن أحداً لم يسأل حازم الببلاوى عن مؤهلاته الوظيفية التى جعلته يجلس على كرسى أكبر موظف فى مصر لثمانية شهور كاملة.. دون حسيب أو رقيب..! صحيح أن الببلاوى نظيف اليد ومحترم ومهذب وخلوق.. وله عشرون مؤلفاً علمياً فى الاقتصاد.. بما يعنى أنه شخصية علمية معملية فذة.. لكنه فى شؤون الحكم وعلى أرض الواقع ضعيف بامتياز..! هو صحيح دكتور فى الاقتصاد.. إلا أن الاقتصاد كان المشكلة العويصة التى فشل فى حلها.. وقد تدهور معه مستوى المعيشة كثيراً.. وتحول العامل والموظف أبوالعيال إلى ماكينة متحركة لجمع الفلوس.. وبعد الظهر يعمل مدرساً خصوصياً.. ويشتغل فى المساء والسهرة سائق تاكسى.. وفى أوقات الفراغ يصلح حنفيات ويلزق سيراميك..! إن الأمل فى نفوس المصريين الآن ألا يكون رئيس الوزراء الجديد من العواجيز.. وألا يكون حكيماً أكثر من اللازم.. بطيئاً أكثر مما ينبغى.. وأن يشعر بمتاعب المصريين. والإنجاز الذى يحلم به كل بيت فى مصر مع الوزارة الجديدة.. هو خفض الأسعار أو ارتفاع الرواتب لتتناسب مع الارتفاعات المتوالية فى أسعار كل شىء.. وحلمنا الحقيقى أن نعيش فى سلام مع رواتبنا المصابة بالأنيميا وفقر الدم.. لا أن نعمل صبحاً وظهراً وعصراً وفى المساء والسهرة.. والأحوال تتدهور من سيئ إلى أسوأ والحكومة تتفرج والكلام يتكرر.. مع أننا لم نقصر أبداً فى حق الحكومة كل حكومة وندفع ما علينا من ضرائب مباشرة وغير مباشرة تخصم من المنبع قبل تسلم رواتبنا.. ونصوت لها فى كل انتخابات.. ونقف وراءها نؤيدها وندعمها.. وننفذ تعليماتها ونصدق كلامها.. ونربط الحزام منذ سنوات بعيدة.. وعليها فى المقابل إذن، وقد غيرت وزارة حازم الببلاوى، أن تحدد لنا باليوم والساعة متى يتم رفع المعاناة عن كاهل المواطن المصرى الغلبان؟! أكبر دليل على حسن نوايانا نحن الشعب الكادح والغلبان.. أننا نسكت عن شغل الثلاث ورقات الذى ترتكبه الدولة تجاه معاشاتنا.. وقد اقترضت بالقوة الجبرية 500 مليار جنيه من صندوق التأمين والمعاشات وبفائدة صفر فى المائة.. وترفض السداد.. وترفض زيادة المعاشات وتعايرنا بأنها تصرف علينا الشىء الفلانى.. وأنها تقدم لنا دعم البنزين والوقود ورغيف العيش.. وتهددنا بوقف الدعم وتركنا فى عرض الطريق.. والخيبة أنها تصرف وتتفشخر من جيوبنا وتمتلك السيارات المصفحة والمكاتب المكيفة والحراسة الخصوصى من حر مالنا.. وتمارس علينا النصب العلنى عينى عينك! ومع السلامة حازم الببلاوى وقد فقد الثقة والاعتبار تماماً.. عندما ارتكب كذبة أول يناير.. تسأله عن موعد تطبيق الحد الأدنى للأجور.. فيجيبك فى أول يناير.. عن تطبيق كادر الأطباء فيؤكد فى أول يناير.. عن إنصاف أرباب المعاشات فيحلف فى أول يناير.. وجاء يناير وحل فبراير.. ومارس يدق الأبواب.. ورئيس الوزراء يا مولاى كما خلقتنى.. كان يتصور أن عمر الحكومة المؤقتة ينتهى بحلول أول يناير بانتخاب رئيس الجمهورية.. وهو ما لم يحدث.. فانكشف رئيس الوزراء الذى لحس كلامه.. مع أن كلام رئيس الحكومة فى بلاد الدنيا يوزن بميزان الذهب.. وتصريحاته بالورقة والمسطرة.. إلا عندنا.. بما يستوجب محاكمة المذكور لانتحاله صفة وهيئة رؤساء الوزراء. المحاكمة واجبة.. وبشرط أن تكون فى قفص زجاجى.. على الموضة يعنى!!