دعا حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي المصري، مساء الأحد، جماعة الإخوان المسلمين إلى «الاعتذار» عن سياساتها و«الانضمام إلى صفوف الشعب»، معربًا في الوقت نفسه أنه ليس لديه أي أمل في قياداتها «المتحجرة». وأشار «صباحي»، في لقاء تليفزيوني على قناة «BBC عربي»، إلى أنه شارك في ثورة 30 يونيو ضد جماعة الإخوان المسلمين «ليس لمواجهة العنف فحسب، وإنما لمواجهة فكرة ذات طابع استبدادي واضح سعت لإنهاك الدولة». وانتقد سياسات «الإخوان» بسبب عملها على «احتكار الدين» وتوظيفه ل«مصالحها»، معتبرًا أن «الجماعة» لا يفيدها ترشحه في الرئاسة لأنه يحمل «مشروعا متكاملًا واجتماعيًا وديمقراطيًا والاستقلال الوطني يقوض إمكانياتهم (الإخوان)». وقال: «مصر القادمة ستكون دولة ديمقراطية معبرة عن الثورة وتستجيب لمطالب الناس وهي دولة للقانون، والقانون فيها لن يكون انتقائيًا، وبهذا القانون لن تسمح مصر للإراهاب بكسر إرادة شعبها». وشدد على أن «الصدام مع الذين يرفعون السلاح واجب وطني وأخلاقي وديني، ولا يوجد أي معنى ديمقراطي للتسامح مع من يرفعون السلاح ضد شعبهم»، مضيفًا: «نحن لا نريد أن نقصي أو نعزل أو نقصف صاحب رأي، ومصر القوية لن تستعيد مكانتها بالإقصاء وذلك دون أي تنازل أو تهاون مع الإرهاب ودون أي تغول أو ظلم مع الذين يعبرون عن رأيهم». وبسؤاله عن إمكانية فتحه لحوار مع «المعتدلين» من جماعة «الإخوان»، أجاب: «كل الذين يلتزمون بشرطين، وهما احترام إرادة الشعب في ثورة 30 يونيو، وثانيًا أن ينبذوا العنف، هم مواطنون مصريون سيكون لهم الحقوق وعليهم الواجبات في دولة القانون دون تمييز». وقال إنه يعبر عن صوت «مؤمن بالعدالة الاجتماعية» في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرًا إلى أنه ماض في خوض المنافسة حتى إذا ترشح المشير عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي. وأوضح «صباحي»: «سأمضي في هذه المنافسة حتى تعلن النتيجة ويعرب الشعب المصري عن إرادته في انتخابات حرة»، واصفًا السيسي ب«منافس قوي»، معتبرًا في الوقت نفسه أن «الثورة لا تنجز أهدافها إذا لم تصل الحكم». وعلق على السيسي، بقوله: «أدى دورًا وطنيا نُجله ونحترمه.. ويسعدني أن تكون صورة عبدالناصر هي الملهمة له، وما يؤديه السيسي منذ عام أنا أعبر عنه منذ 40 عامًا.. ولا أنا ولا فرد بعينه يحتكر الثورة أو أهداف الشعب المصري». وبرر ترشحه للرئاسة لأنه لا يوجد مرشح حتى الآن يعبر في برنامجه عن أهداف الثورة، مشيرًا إلى أنه في حال وجود هذا المرشح سيدعمه، لافتًا إلى أن هذا الدعم سيكون لصالح مرشح مدني. وأضاف: «لا أستثني المشير من المدنيين أو الوطنيين ولا أحتكر الثورة لنفسي وأحترم الجميع»، إلا أنه أكمل بقوله: «أرى أن مصر في هذه اللحظة ما يحقق لها دولة تليق بثورتها هو أن يكون التنافس بين مرشحين مدنيين». وبرر «صباحي» تصريحه لأنه «يستجيب لقيم الثورة المصرية ومطالبها ولحقائق العصر وقدرتنا على القبول في العالم، ويحرم الإخوان من دعايتهم المضللة الكاذبة حول الانقلاب، ومن ناحية أخرى يصون جيشنا»، لافتًا إلى أنه وكل المصريين «لا يريدون انغماس الجيش في السياسة». وشدد على أنه يريد الجيش «حاميًا وحارسًا للأمن وقيم المجتمع ونصوص الدستور»، مضيفًا: «أنا أدخل هذه الانتخابات واثقا في الله والشعب، ومطمئن لأنني سأنافس من أجل الفوز بأصوات المصريين». وأعرب عن اطمئنانه لخوص سباق الرئاسة بسبب امتلاكه ل«قوى مشروعة أخلاقية»، بالإضافة لحصوله على نسبة أصوات تقدر ب5 ملايين صوت في الانتخابات الماضية، مضيفًا: «تسعدني أي منافسة ومنافسة القوي هي الأفضل، وفي النهاية كلنا سنحترم إرادة الشعب». واعتبر أن «فض اعتصام رابعة كان إرادة شعبية للمصريين، والسلطة التي فضت الاعتصام كانت تستجيب لإرادة الشعب»، إلا أنه رأى في الوقت نفسه أن «طريقة الفض أراقت دماء، ولا يوجد أحد في مصر استراح لطريقة إراقة الدماء»، حسب تعبيره. وطالب بضورة تحقيق «عدالة انتقالية» من خلال تدشين هيئة أو مفوضية للتحقيق فيما جرى منذ عهد مبارك وحكم المجلس العسكري، مشددًا في الوقت نفسه على أنه ضد إبقاء صاحب رأي داخل السجن بسبب التعبير عن رأيه. وتابعت: «طالبت وأطالب بالإفراج الفوري عن كل السجناء المنتمين لثورتي 25 يناير و30 يونيو»، لافتًا إلى أنه يريد الحفاظ على «تحالف 30 يونيو، الذي تصدع بسبب ظهور رجال مبارك». واستطرد: « ثورة 25 يناير و30 يونيو قضت على رأسي نظام مبارك ومرسي لكن جسد النظام يحتاج إلى التطوير، وهذه مهمة ضرورية يجب أن يقوم بها الرئيس القادم». وقال: «لا سبيل لاستقلال مصر دون تأمين قدرتها الاقتصادية، وأن تكتفي من مجهود أبنائها القادرين على ذلك ومن مواردها الكثيرة،»، معتبرًا ان مصر «ضاعت» بسبب «سياسات مبارك وسير مرسي على نهجه». وعلق على المساعدات العربية لمصر عقب عزل مرسي، بقوله: «أنا قومي عربي وأقبل في أوقات الشدة أن يعيننا إخوتنا العرب»، معتبرًا أن السعودية والإمارات وباقي الدول العربية، التي قدمت دعما سياسيًا وماديًا لمصر كان بهدف خدمة العروبة ومواجهة «خطر الإخوان الاستبدادي» قبل الوصول إلى أراضيهم. وأضاف: «أنا مؤمن بأن المثلث العربي التركي الإيراني ضروري في قلب العالم الإسلامي»، متمنيًا أن تقوم العلاقة بين أضلاع هذا المثلث على «التعاون لا التناحر»، وذلك بتطبيق المثل العامي: «أنا وأخويا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب». واختتم: «حريص على العلاقات العربية العربية، وإجراء علاقات رشيدة مع إيران بطمأنة مخاوف إخوتنا في الخليج، ومدي يدي لابن عمي الإيراني لن يكون على حساب أخي العربي».