قال فؤاد الدواليبى، القيادى التاريخى فى الجماعة الإسلامية، رئيس جبهة إصلاح الجماعة، إن استمرار الجماعة الإسلامية ضمن مكونات التحالف الوطنى لدعم الشرعية، المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسى، خطأ «جسيم»، ودعا الدواليبى الجماعة إلى سرعة إجراء مراجعات «جديدة» ووقف أى تحريض على العنف، والانسحاب من السياسة، والتفرغ للدعوة فقط، وأكد القيادى التاريخى أن الجماعة الإسلامية لا تمتلك مقومات العمل السياسى من الأساس.. وإلى الحوار: ■ كيف ترى مستقبل التيارات الإسلامية عقب 30 يونيو؟ - عليهم الرجوع للخلف مرة أخرى والانضواء تحت راية الدعوة مرة أخرى، فهم لا يصلحون لممارسة السياسة. ■ لماذا لا يصلحون لممارسة السياسة؟ - هناك فشل ذريع حققه التيار الإسلامى خلال الفترة الماضية، والحديث الآن عما يسمى الشرعية أو غيره هدفه «المصالح الشخصية» فقط، فالتيار الإسلامى لا يمثل الشرع أو الشريعة، ولكنها مجرد أطروحات، وعلينا الفصل بين الشريعة وقدرتها على تحقيق أحلام أهداف المصريين. ■ الحركات الإسلامية تقول إنها تمثل التطبيق العملى لنصوص القرآن والسنة؟ - ليس صحيحاً، والأخطاء التى وقعت فيها قيادات الحركة الإسلامية لا تنسب للإسلام، فهى تتغير والإسلام ثابت بمبادئه وتشريعاته وبكل أفكاره العظيمة النيرة. ■ كيف ترى العلاقة بين الإخوان والجماعة الإسلامية؟ - الإخوان أغرقت الجماعة الإسلامية، واستمرار الأخيرة فى التحالف المؤيد لدعم الرئيس المعزول سقطة كبيرة للجماعة، وكان أحرى بالجماعة الإسلامية، إثر العمليات الأخيرة من «قتل ضباط وجنود» وتنفيذ عمليات إرهابية فى أماكن حيوية، أن تعلن انسحابها فوراً من التحالف، وهى نفسها التى طالبت مرسى بالانتخابات المبكرة، ورأت بعينها الخطاب العنيف فى رابعة الذى خلف وراءه دماء زكية يسأل عنها الجميع «من قتلهم ومن أخرجهم». ■ هل توقف انجراف شباب الجماعة الحالى للعنف لتكرار تجربة التسعينيات؟ - كنا شباباً مثلهم وبدأ الأمر بفوران داخلى ضد السلطة آنذاك، وأردنا أن نغير كل شىء بأيدينا، وانتهينا إلى مراجعات شرعية موثقة من الأزهر الشريف. ■ وهل تقبل الجماعة عمل مراجعات الآن؟ - أدعوهم لمراجعات جديدة على نسق مراجعات 1997 دون مكابرة، فعلى المخطئ أن يراجع نفسه ولا يستمر فى الخطأ. ■ لم يكن للجماعة حزب سياسى فى التسعينيات والأحزاب لا تعرف المراجعات؟ - من الأصل أنا ضد إنشاء حزب للجماعة، فهى لا تمتلك مؤهلات العمل السياسى من الأساس، فالجماعة الإسلامية جماعة دعوية فى المقام الأول، وقد خسرت رصيداً شعبياً كبيراً عقب دخولها السياسة. ■ الجماعة أسست حزباً مثل الإخوان لتنافس فى الانتخابات البرلمانية؟ - الإخوان تمارس العمل السياسى منذ قديم الأزل، ورغم ذلك عندما وصلت للحكم فشلت لأنها تفتقد لكفاءات إدارة دولة بحجم مصر. ■ ما المكاسب التى تراها لو انسحبت الجماعة الإسلامية من التحالف الداعم للرئيس المعزول؟ - هناك مكاسب عظيمة للدعوة والتفرغ لها، فهى الدور الأصلى للجماعة الإسلامية فى الأساس. ■ لكن الجماعة الإسلامية لا تشارك فى فعاليات التحالف إلا على استحياء؟ - نعم وذلك لأن شباب الجماعة لا ترضى عن خطاب القيادة، والكثير من الشباب تركوا القيادة الحالية وانضم إلى جبهة الإصلاح الداخلية للجماعة الإسلامية. ■ وماذا عن تمرد؟ - انضوت تحت لواء الجبهة التى يشترك فيها مؤسسو الجماعة الإسلامية بحق، وهم الشيخ كرم زهدى وعلى الشريف وناجح إبراهيم وغيرهم. ■ وما الذى تسعى له جبهة الإصلاح؟ - تقديم رؤية إصلاحية والاستمرار فى مراجعات شرعية وأمور كثيرة وسوف تعلن عن مبادرتها النهائية خلال شهر وتدعو قيادات الجماعة الإسلامية للانضمام. ■ شاركت فى أعمال عنف فى التسعينيات فى البداية، ثم ركنت للمراجعات.. لماذا؟ - كانت هناك أفكار غير صحيحة كنا نتنفسها بخصوص اعتبار الشرطة طائفة متمعنة، واستحلال قتال المسيحيين، وتغيير المنكرات بالقوة، وتكفير الحكام، لكن اكتشفنا بعد ذلك خطأ وجهتنا، وأعلنا ذلك خلال المراجعات فى 1997. ■ هل بايعت الجماعة الإسلامية «مرسى» رئيساً ولم تفض البيعة حتى الآن؟ - لو افترضنا ذلك، البيعة تم حلها قسراً لأن مرسى فعلياً لم يعد رئيساً على أرض الواقع. ■ ما الرسالة التى تحب أن توجهها لقيادات الجماعة الإسلامية الحالية؟ - أحدثكم باسم القيادات التاريخية أن تعودوا لصوابكم بإجراء مراجعات فورية والانفصال عما يسمى التحالف الوطنى لدعم الرئيس المعزول حقناً للدماء.
