كشفت تحقيقات النيابة مع أمير جماعة «بيت المقدس» ومتهمين آخرين بمحاولة تفجير قسم الطالبية، عن خلية إرهابية ضخمة يتزعمها صاحب مكتب تسويق عقارات يلقب ب«أمير الجماعة»، وتتكون من 21 عضوًا جميعهم مصريون ألقي القبض على 4 منهم بينهم «طارق. س» طالب كلية العلوم بجامعة الأزهر، الذي عثر داخل شقته وسيارته على 15 قنبلة معدة للتفجير عن بعد. وأكد طالب العلوم أن «أمير الجماعة» هو الأب الروحي له، وأنه من أعضاء «بيت المقدس»، ودربه على تصنيع القنابل، وعثر بشقته على 35 قنبلة و400 طلقة وبندقيتين آلي وخرطوش و50 ألف جنيه يستخدمها لقتل رجال الشرطة واستهداف المركبات الشرطية. وتبين من خلال التحقيقات التي أشرف عليها المستشار ياسر التلاوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، أن الخلية هدفها رصد تحركات رجال الشرطة، ومحاولة اغتيالهم، وتفجير أقسام الشرطة، والتعدي على المنشآت العامة والخاصة، وأن أعضاء الخلية وراء تفجيرات سينما رادوبيس، وزرع قنبلة أمام سفارة بلجيكا. وقررت النيابة حبس 3 متهمين جدد أرشد عنهم المتهم «طارق.س» 15 يوما على ذمة التحقيقات لاتهامهم بالانضمام إلى جماعة إرهابية الغرض منها تعطيل أحكام القانون والدستور، وحيازة قنابل ومفرقعات دون ترخيص، والشروع في قتل مواطنين وقوات الأمن، والاعتداء على مؤسسات الدولة، ومقاومة السلطات. كما أمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار10 متهمين جدد، متورطين بالاشتراك في محاولة تفجير قسم شرطة الطالبية عن طريق زرع قنبلة «TNT» أسفل إحدى سيارات البث التليفزيوني المتوقفة أمام القسم، بالاشتراك مع طالب كلية العلوم المقبوض عليه، بعد أن تم تحديد هويتهم خلال تحقيقات النيابة مع أعضاء خلية بيت المقدس الثلاثة المحبوسين، وتم رسم صورهم بمعرفة رسامين جنائيين، ونشر صورهم في جميع الأقسام الشرطية. وتبين من التحقيقات أن المتهمين الثلاثة الجدد «محمد. ف» الشهير ب «أمير الجماعة»، و«سعيد. ع»، القيادي بالجماعة الإسلامية، و«سعيد. ا»، مسؤول فرق الرصد لمراقبة تحركات قوات الأمن قبل استهدافها ومهاجمتها ومحاولة تفجيرها. وُضبِط بحوزة أمير «بيت المقدس» ترسانة سلاح ضمت 35 قنبلة متطورة شديدة الانفجار، ومجهزة للاستخدام عن طريق «ريموت كنترول»، وبندقية خرطوش، وأخرى آلي و400 طلقة نارية للسلاحين المضبوطين، و4 زجاجات مولوتوف، فضلًا عن 50 ألف جنيه، لتمويل عمليات تصنيع المتفجرات والقنابل، وأمرت النيابة بتحريز تلك المضبوطات، وإرسالها للمعمل الجنائي، لفحصها، وبيان استخدامها. واعترف المتهم «محمد. ف»، أمير الجماعة، حاصل على ليسانس آداب فلسفة جامعة القاهرة، بأن الأسلحة المضبوطة بحوزته تحصل عليها أثناء تواجده باعتصام ميدان النهضة في الجيزة، واحتفظ بها عقب فض الاعتصام، حيث إنه أثناء مشاركته في الاعتصام كان يشاهد خياما يتواجد بها ملثمون أطلق عليهم «الجماعة المسلحة» يحملون بنادق آلية ويختصون بالدفاع عن الميدان والتصدي لمحاولات قوات الشرطة فض الاعتصام. وقال المتهم الأول «كنت عضوًا مؤثرًا في جماعة الإخوان قبل تشكيل تلك الخلية، ما جعلني أميرًا على باقي المتهمين المقبوض عليهم». مضيفًا أنه ينتمي من صغره إلى «أنصار بيت المقدس» بعد تعليمه فقهيًا ودينيًا، وإقناع عدة شيوخ عدة مساجد بالعمرانية بالانتماء إلى الجماعة تحفظت النيابة على أسمائهم، حيث إنهم يربون الأطفال منذ صغرهم على الطاعة، ويرغبونهم في الانتماء لهم بمساعدتهم ماليًا، وقد شارك في عدة تظاهرات خاصة بالجماعة، لخلق الفوضى، وتكدير الأمن والسلم العام، خاصة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وتلقى باقي الأعضاء تعليمات بالنزول إلى ميدان التحرير في 27 يناير، والاحتشاد به، انتظارًا لوقوع أحداث ضخمة في اليوم التالي، الذي عرف فيما بعد ب«جمعة الغضب»، وشهد حرق أقسام شرطة واقتحام سجون وتهريب مساجين. وأكد أمير الجماعة أنه وكثيرين غيره من أعضاء جماعة الإخوان الذين شاركوا في اعتصام ميدان النهضة احتجزوا المتسللين والمندسين على الاعتصام وعذبوهم. كما أقر المتهم بصلته بطالب كلية العلوم، الذي أرشد عنهم، وأكد أن هناك 3 آخرين كانوا يعاونونه في تصنيع القنابل، تعرف عليهم عن طريق كثرة مقابلاتهم وتصنيعهم معًا المتفجرات، رغم أن قواعد خلية بيت المقدس لا تسمح إلا بمعرفة الاسم الأول فقط أو الاسم الحركي للأعضاء، بخلاف المشرف العام على الخلية، الذي كان متواجدًا داخل السيارة الملاكي المستخدمة في نقل القنبلة ومتفجرات أخرى إلى محيط قسم شرطة الطالبية. وأقر بتعدد لقاءاته مع طالب كلية العلوم، المحبوس على ذمة القضية، وإمداده بالأموال والمواد اللازمة لتصنيع القنابل، لاستخدمها في مهاجمة قوات الأمن وتعطيلهم عن فض المسيرات التي يقومون بتنظيمها، علاوة على زرع تلك القنابل بجوار الأرصفة لتفجيرها عن بعد حال تحرك سيارات الشرطة بشوارع المسيرات. وأفاد المتهم الثاني سعيد عبدالظاهر، عضو الجماعة الإسلامية، بأنه يستبيح مهاجمة قوات الأمن وقتلهم واجب، لذا اعترف بدوره بالمساعدة في إمداد المنفذين بالأسلحة والقنابل، مؤكدًا أن تلك الأفكار وردت على ذهنه بعدما رأى تصدي قوات الشرطة لجميع المسيرات والمظاهرات، التي تؤيد عودة شرعية حكم الرئيس السابق محمد مرسى، على حد قوله. أما المتهم الثالث، محمود المصري، فقد أقر أمام النيابة بأنه تعرف على باقية أعضاء الخلية، منذ فترة قليلة عن طريق تكليفة بتنفيذ أوامر مكتب الإرشاد في 27 يناير الماضي بالتظاهر بجميع الميادين أثناء الذكرى الثالثة لجمعة الغضب، وعمل معهم منتقلًا من مرحلة التجمهر إلى وضع الهجوم والاشتراك في تنفيذ الأعمال التفجيرية، ودوره كان مقصورًا على قيادة فرق المراقبة، والتركيز على نقاط وأماكن معينة حسب الغرض المستهدف في كل مرة، ونشاطه الأساسي مراقبة تلك الأهداف بدائرة العمرانية، لتركيز الأعمال ومنع التشتت، وأقر بمعرفته بباقي المتهمين، وتعدد اللقاءات بينهم لنقل المعلومات وتنفيذ التفجيرات.
