اهتمت وسائل الإعلام الصينية الرئيسية، الجمعة، بمتابعة الزيارة التي قام بها وزير الدفاع، المشير عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الخارجية، نبيل فهمي، لروسيا على مدار اليومين الماضيين، حيث سلطت الضوء على دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوي لمصر، والدعم الروسي لترشح السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة. كما اهتمّت بالتركيز على مجالات التعاون العسكري بين البلدين، وتحول ما سمته «البوصلة الاستراتيجية للسياسة الخارجية المصرية من واشنطن إلى موسكو»، حسب تعبير وسائل الإعلام في الصين. بدورها، قالت صحيفة «الشعب» الصينية الرسمية، لسان حال الحزب الشيوعي الصيني، في عددها الصادر، الجمعة، إن هذه الزيارة «تكتسب أهمية بالغة، إذ إنها تأتي بعد ترقية السيسي إلى رتبة مشير وموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية»، واصفة زيارة السيسي بأنها «اختراقة تاريخية» في العلاقات «المصرية – الروسية». واعتبرت صحيفة «أورينتال مورنينج بوست» الصينية، ومقرها شانغهاي، دعم «بوتين» لترشح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة «ثقة من روسيا في أن السيسي رجل المرحلة، ولديه القدرة على قيادة البلاد في هذه الفترة الانتقالية المهمة». وأبرزت صحيفة «تسان كاو شياو شي» الصينية تأكيد «بوتين» خلال مباحثاته مع السيسي على مدى أهمية مصر في محيطها العربي والإقليمي، وتركيزه على أن استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها يعتمد على استقرار مصر. من جانبها، أشارت صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية، واسعة الانتشار، والصادرة باللغة الإنجليزية، إلى أن أحد الأهداف الرئيسية للزيارة، التي قام بها الوفد المصري لموسكو، هو التوقيع على اتفاقية بقيمة ملياري دولار أمريكي لشراء أسلحة متطورة، ومنها أنظمة مضادة للصواريخ ومروحيات عسكرية ومقاتلات طراز «ميج 29»، وأنظمة مضادة للدبابات، لافتة إلى أن هذه الأنواع من الأسلحة هي التي رفضت واشنطن بيعها لمصر، حسب قول الصحيفة. وعما يتعلق بما إذا كانت زيارة السيسي تلمح إلى أن تحول دفة سياستها الخارجية من واشنطن إلى موسكو، لفتت صحيفة «أورينتال مورنينج بوست» إلى أن مصر كونها دولة ذات ثقل سياسي كبير في الشرق الأوسط كانت وستظل محل اهتمام كل من الولاياتالمتحدةوروسيا. ونوهت الصحيفة الصينية بأنه قبل عام 1979، كانت مصر حليفًا عسكريًا مهمًا للاتحاد السوفيتي المنهار في المنطقة، واستمر الأمر على هذا النحو حتى قام الرئيس الأسبق، محمد أنور السادات، بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، وبعد ذلك تحولت مصر إلى معسكر «العم سام»، ولكن بعد الإطاحة بالرئيس المعزول، محمد مرسي، شهدت العلاقات «المصرية – الأمريكية» توترًا، وجمدت واشنطن مساعدات لمصر بقيمة 1.5 مليار دولار. وأضافت أنه على هذه الخلفية، فإن زيارة السيسي لروسيا «تدل على تقارب مصر وروسيا شيئًا فشيئًا، وتتيح بناء مظلة تعاون تسمح للقاهرة بتنويع مصادرها الاقتصادية والعسكرية. واتفقت معها صحيفة «الشعب» قائلة إن مصر تعزز تعاونها الاستراتيجي مع روسيا بغية التقليل من اعتمادها على الولاياتالمتحدة، فيما تود روسيا بإلحاح العودة إلى الشرق الأوسط لاستعادة دورها ومكانتها كدولة عظمى ذات نفوذ وتأثير في هذه المنطقة الحيوية، التي تعد همزة وصل تربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، ولذلك تحتاج مصر وروسيا إلى بعضهما البعض وتسعيان لتحقيق المنافع المتبادلة.
