رصدت مجلة «فرونت بيج» الأمريكية دعوة الشيخ يوسف القرضاوي لحكومة الولاياتالمتحدة ب«الجهاد في سبيل الله» بسوريا، وما أثارته تلك الدعوة من صدمة وسخرية عبر وسائل الإعلام العربية، ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت . ورأت المجلة أنه ليس ثمة حاجة للقول بأن خصوم جماعة الإخوان المسلمين بمنطقة الشرق الأوسط يشيرون إلى دعوة الشيخ «القرضاوي» على أنها دليل على أنه والجماعة ما هم إلا مرتزقة يفسرون معنى الجهاد بأي شكل يساهم في تدعيم تواجدهم : وإلا ، كيف يتأتى لأمريكا «الكافرة» أن تقف موقفا لله على حد وصف «القرضاوي» وتجاهد ضد شعوب مسلمة . وقالت المجلة إن ما زاد الأمر دهشة هو توظيف «القرضاوي» لنصوص دينية في سياق حض القيادة الأمريكية على التحرك نحو سوريا. ورأت المجلة أن ثمة تحليلا أمريكيا أكثر بعدا، بالتساؤل عما إذا كانت دعوة «القرضاوي» الصريحة للقيادة الأمريكية بالجهاد في سبيل الله هي نتيجة «شعور بإحباط أفقد الرجل صوابه» كما يرى كثير من المحللين بالشرق الأوسط، أم أنها قد تكون «زلة لسان فرويدية»، لاسيما أن الرجل يعرف مساندة القيادة الأمريكية للحركة الإسلامية العالمية التي تعتقد أنها تجاهد في سبيل الله بالشرق الأوسط تحت مسمى تحريره . وأضافت المجلة أنه ليس سرا أن الإدارة الأمريكية تستجيب بالفعل لدعوات «القرضاوي»، ولفتت إلى قول كلير لوبيز، بمعهد «جيتستون» الأمريكي للدراسات السياسية، إن الإدارة الحالية طالما أظهرت استجابة لدعوات القيام بثورات رددها شيخ جماعة الإخوان يوسف القرضاوي، معيدة إلى الأذهان كيف ضحت واشنطن في 3 أيام فقط بصداقة الرئيس السابق، حسني مبارك، التي امتدت على مدى 3 عقود عندما أفتى «القرضاوي» بأن مبارك يجب أن يذهب. وأشارت الباحثة إلى استجابة الإدارة الأمريكية لفتوى «القرضاوي» للثوار في ليبيا بقتل معمر القذافي بإرسال حملة عسكرية غربية بقيادة أمريكية التي أحضرت تنظيم القاعدة ومعه الفوضى إلى ليبيا.