جدد الشيخ العلامة د.يوسف القرضاوى دعوته للأمة الإسلامية أن تجاهد بالمال لنصرة القضية الفلسطينية، وذلك لصعوبة الجهاد بالنفس رغم تأكيده أن ذلك فرض عين على أبناء الأمة؛ لأن الشعب الفلسطيني لا يواجه احتلالاً صهيونيا فقط، ولكن يواجه أيضاً دعما غير محدود للاحتلال من قبل الإدارة الأمريكية وبعض الدوائر الغربية. وأضاف القرضاوى في المحاضرة التي نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصرية مساء الخميس (31/8) بعنوان "واقع الأمة الآن وكيف ننظر إلى مستقبلها " أنه ما ذهب إلى بلد عربي أو إسلامي إلا ووجد الشعوب يتحرقون شوقا للجهاد في فلسطين، ولكن دول الطوق تحمي الكيان الصهيوني وتمنع دخولهم عبرها إلى الأراضي الفلسطينية للجهاد، ودعا القرضاوى الشباب المتحمس إلى استصحاب نية الجهاد والشهادة حتى ينالها ولو على سريره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. وأشار القرضاوي إلى أن هناك أنواعاً عديدة من الجهاد –غير العسكري الصعب تحقيقه الآن- يمكن أن يقوم بها شباب الأمة لنصرة الشعب الفلسطيني منها الجهاد الاقتصادي السلبي من خلال مقاطعة المنتجات الصهيونية والأمريكية أو الايجابي بدعم الشعب الفلسطيني والمقاومة بالمال. وشدد القرضاوي على رفضه وصف الدعم المالي للشعب الفلسطيني ومقاومته بالتبرعات بل اعتبرها "من الفرائض فهي واجب في هذا الوقت، فالفلسطينيون يجاهدون بأنفسهم وعلى الأمة أن تجاهد بمالها سواء بدفع أموال الزكاة لهم أو تعجيلها أو دفع الأموال التي بها شبهة لهم وأقل شيء الدعاء لهم". وفى إجابته على سؤال حول جواز إخراج ثمن العقيقة للفلسطينيين قال القرضاوي: إن المسلم يمكن أن يتفق مع إحدى الهيئات الخيرية بأن يدفع لها ثمن العقيقة وتقوم بذبحها وتوزيعها في الأراضي الفلسطينية، فإن كان هناك صعوبة فيمكن أن يرسل ثمنها نقودا للإنفاق على الفلسطينيين المحاجين. وحول الصمت العربي الرسمي حيال اختطاف قوات الاحتلال الصهيوني للوزراء والنواب الفلسطينيين المنتخبين، قال القرضاوي: إن اقل ما يوصف به هؤلاء الصامتين بأنهم "شيطان اخرس". ووصف القرضاوي المشروع الصهيوني في المنطقة بأنه "أخطر المشاريع التي تواجه الأمة العربية والإسلامية لأنه رأس حربة المشروع الغربي الذي يسعى إلى تفتيت الأمة الإسلامية بزرع جسم غريب فيها يمثل خطرا شاملا عليها ولا حل إلا بزوالها لأنها باطل قامت على باطل". وأضاف القرضاوى أن الأمة كلما تنازلت عن حق لها كلما زاد الصهاينة في الاغتصاب والظلم والنهب. وحول سبل خروج الأمة من واقعها المر، دعا القرضاوي إلى استغلال إمكانات القوة التي تمتلكها الأمة مثل القوة أو المورد البشرى الذي تتميز الأمة بها، بأن غالبيته من قوة الشباب عكس أوروبا التي تشيخ، والموارد الاقتصادية ومنها الزراعية والمعدنية النفطية، واستغلال العمق الحضاري والتاريخي الذي تملكه الأمة وأهمها الرسالة الإسلامية أساس قوة وانبعاث هذه الأمة. ورأى القرضاوي أن التغيير هو السبيل لتقدم الأمة قائلاً: "يجب أن تغير الأمة من نفسها وبنفسها ولنفسها " مستشهدا بقوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) "وأساس التغيير والإصلاح هو الحرية والإيمان فبغيرهما لن تتقدم الأمة أو تنتصر على أعدائها".