«ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين، والموت أشرف لنا من أن يُمس أحد من شعب مصر فى وجود جيشه».. هكذا خاطب الفريق أول عبدالفتاح السيسى المصريين، فى 23 يونيو 2013، معلنًا بداية مرحلة جديدة قرر فيها جيش مصر أن يعلن انحيازه إلى الشعب فى مواجهة تهديدات الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته وحلفائها من الإرهابيين. أكمل «السيسى»، الذى ولد عام 1954، دراساته العسكرية العليا بحصوله على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، عام 1987، وبعدها نال ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان البريطانية، عام 1992، ثم حصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا، عام 2003، وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية، عام 2006، وتدرج فى المناصب العسكرية وصولًا إلى قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، ثم إدارة المخابرات الحربية. فى 12 أغسطس 2012، لم يكن أغلب المصريين يعرفون الكثير عن مدير المخابرات الحربية الذى أقسم اليمين وزيراً للدفاع، وحافظ «الجنرال» على هدوئه وصمته فى أغلب الأحيان، لكنه حافظ على رسالة معلنة لجميع الأطراف: «الجيش مع الشعب»، رسالة فهمها الجميع بشكل صحيح، عدا محمد مرسى وجماعته الذين كانوا فى «حالة إنكار». استجاب «السيسى» ل«نداء الثورة» الذى أطلقته حركة «تمرد» وتفاعل معه الشعب، وحاول أن يجد حلا سياسيا للأزمة، فأنذر «المعزول» بمهلة لمدة 7 أيام، وأخرى مدتها لا تجاوز 48 ساعة، لكن المرشح الاحتياطى للجماعة لم يستمع سوى لكلمة «شرعية»، فكان عزله بأمر الشعب وانحياز الجيش لهذه الإرادة. اكتسبت علاقة وزير الدفاع بالمصريين بعدا جديدا حين طلب منهم الخروج بالملايين، فى 26 يوليو، لمنحه تفويضا مباشرا لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، فلم تخذله الجماهير، ومنحت الجيش دعما غير مشروط لصد هجوم الإرهاب على المصريين. وبينما يقف الجميع فى انتظار أن يحسم وزير الدفاع موقفه من الترشح لرئاسة الجمهورية، وسط مطالبات شعبية واسعة، ومخاوف من تأثير ذلك على الجيش وشكل الدولة القادمة، يُبقِى «السيسى» الباب مفتوحا فى حواره مع «المصرى اليوم»: «الله غالب على أمره»، ليعيد إلى الأذهان حديثه مع عدد من المثقفين والفنانين فى إبريل الماضى، حين طالبوه بنزول الجيش، فكان رده: «ما تستعجلوش.. ما تستعجلوش».
