«جبت الدمغات يا أستاذ؟»، دفعتي الرسوم في الخزنة يا هانم؟».. سؤالان يصفعانك على وجهك، بمجرد دخولك مكتب تسجيل براءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمي بشارع قصر العيني. مكتب ضيق في الدور الثالث من الأكاديمية، تتوسطه شاشة متوسطة تعرض بشكل مستمر الإرشادات الخاصة بآليات تسجيل براءات الاختراع، التي توضح الرسوم المادية لتسجيل براءة الاختراع، وتحذر من نسيان دفع الاشتراك الشهري حتى لا تسقط الحماية عن «الاختراع» وسط أخطاء إملائية في الصياغة كثيرة. المكتب لا يزال يتعامل بالورق والأختام والتمغات، ولا يعرف للحاسب الآلي سبيلاً للتعامل مع المخترعين، فلا يزال يعيش في حقبة تاريخية تجاوزتها الشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل الاجتماعي، فلا تكاد تميز أي نمط للحداثة سوى بالشاشة الكبيرة التي تتوسط منتصف المكتب وتعرض عليها التعليمات اللازمة. وبمجرد دخولك مكتب البراءات، تجد مجموعة من الموظفات تم توزيعهن على نافذتين فقط لتلقي طلبات تسجيل براءات الاختراع، دورهن الأول هو استكمال البيانات ودفع الرسوم والتمغات قبل النظر في الطلب من الأساس، بأداء روتيني حكومي محض، ناهيك عن إمكانية دفعك للتردد على المكتب عشرات المرات لاستكمال الطلبات اللازمة، قبل البت في قبول طلب براءة الاختراع من عدمه. 150 جنيهًا هي تكاليف الحصول علي طلب براءة الاختراع فقط، مع إضافة قيمة التمغات المستحقة.. هذه رسالة مسجلة تبثها الشاشة طوال ساعات العمل الرسمية، على أن يُعفى الطلاب من تلك التكاليف كنوع من أنواع التحييز للطلاب للمشاركة بإبداعاتهم وابتكاراتهم. 22 صفحة كاملة، هي مجمل دليل طلب براءة الاختراع التي يقوم طالب براءة الاختراع أو «وكلاء البراءة» بالاطلاع عليه، قبل ملء الاستمارة الخاصة بطلب براءة الاختراع، التي تحتوي على كل البيانات التفصيلية الخاصة بصاحب الاختراع في 3 صفحات تحتوي كل البيانات التفصيلة للاختراع، الذي يود المخترع حمايته مع التركيز بشكل قاطع على عناصر الحماية وهو الإشكالية التي تتسبب في تأخير طلب براءة الاختراع لتحديدها بشكل واضح. 20 سنة، هي فترة الحماية التي يقدمها المكتب للمخترع بشرط الالتزام بدفع المصروفات السنوية للحفاظ علي براءة الاختراع، تبدأ في السنة الثانية ب 10 جنيهات لتصل إلى 500 جنيه، في السنة العشرين، وضعف هذا الرقم بالنسبة للشركات، مع التأكيد على سداد غرامة تأخير، تتمثل في دفع المصروفات قدرها 7% عن الرسوم المستحقة، مع اشتراط أن يكون الاختراع قابلًا للتطبيق الصناعي، فالمكتب لا يحمي النظريات وكذلك بعد الابتكارية فيه، فضلاً عن جدية الاختراع، وبعدها يجب الحصول على سلسلة أختام باعتماد الاختراع. 5 سنوات، المتوسط الذي ينتظره صاحب الاختراع حتى يتم قبول اختراعه والاعتراف به أو رفضه، وحال رفضه يمكن لمقدمه أن يطالب بعرضه على لجنة متخصصة لتفصل في الأمر بشكل نهائي خلال عام على الأكثر.
