ناقش الخبراء والباحثون توصيات مؤتمر الجمعية الأوروبية للتناسل البشري وعلم الأجنّة السنوي، والذي عقد مؤخرًا في لندن بخصوص الخطط العلاجية لمريضات العقم، والتي شملت دراسات تمهيدية حول بيولوجيا التناسل وعلم الأجنّة، مع عرض نتائج الأبحاث المبتكرة وتقديم مزيد من التدريب للعلماء والأطباء وجمعيات المرضى، التي من شأنها تعلن اقتراب إنهاء العقم عند السيدات. كما تمت مناقشة سبل تطوير سجلات البيانات ومنهجيات تنفيذ معايير السلامة وضمان الجودة في الإجراءات الإكلينيكية والمعملية. وقال الدكتور أحمد بدوي، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب جامعة المنصورة، إن كثير من السيدات المصريات اللاتي يعانين من مشاكل في الخصوبة مصابات بداء تكيّس المبيض، حيث تتراوح الأعراض ما بين اضطرابات في الدورة الشهرية إلى الخلل الشديد في الوظائف التناسلية ووظائف المبيض، ويعتمد علاج داء تكيّس المبيض على مدى خطورة الأعراض، التي تشمل اختلال وظائف التبويض ومشاكل أخرى تتعلق بهرمونات الأندروجين. وينشأ تكيّس المبيض عندما تفرز المبايض كميات زائدة من هرمونات الأندروجين مثل هرمون التستوستيرون، نظرًا لإفراز مقدار وفير للغاية من هرمون LH من الغدة النخامية الأمامية. ويمكن أن يؤدي إنقاص الوزن لدى صاحبات السمنة الزائدة إلى تحسين وظائف الغدد الصماء ويزيد من احتمالية التبويض والحمل، فكثيرًا ما تنتظم الدورة الشهرية والتبويض مع الإنقاص المعتدل للوزن من خلال تعديل النظام الغذائي والمواظبة على بعض التمارين الرياضية أو الخضوع لعلاج دوائي أو إجراء جراحة. وأشار الدكتور حسام زكي، خبير الإخصاب المجهري، إلى أن نسب حمل المريضات اللاتي أجرين الإخصاب المجهري ارتفعت ارتفاعًا ملحوظاً في العقدين الأخيرين، ويأتي هذا النجاح بعد تطبيق التنشيط المضبط للبويضة. وهناك العديد من أساليب التنشيط المضبط للبويضة، والتي حققت نجاحًا ملحوظاً، لكن لا يوجد أسلوب واحد يناسب جميع المريضات. وطبقاً للأبحاث العلمية الحديثة، يجب أن تراعي طرق تنشيط التبويض ظروف كل حالة على حدة حتى يتم التوصل إلى أعلى جودة للبويضات من حيث تركيبها الوراثي ومن ثم رفع جودة الجنين وبالتالي نسب الحمل والولادة. وقام الخبراء المصريون المشاركون في المؤتمر بعرض بعض التقنيات الحديثة لرفع معدل نجاح الإخصاب المجهري. وتعد سلسلة مؤتمرات الجمعية الأوروبية للتناسل البشري وعلم الأجنة أهم الأحداث العالمية التي تركز على علم التناسل، وشارك في المؤتمر ما يزيد على 9000 خبير، حيث قُدمت مجموعة وفيرة من الأبحاث الجديدة والتطورات الإكلينيكية في العديد من المجالات ذات العلاقة.
