أكد مصدر مسؤول بالجامعة العربية أن الجامعة لديها قناعة بأهمية عقد القمة العربية فى بغداد فى شهر مارس المقبل، معتبرا أن ذلك يحمل «رسالة سياسية قوية» و«دلالة رمزية» بأن العراق عاد إلى العرب من جديد بعد المحاولات العديدة التى بذلتها أطراف خارجية لاختطافه من محيطه وانتمائه العربى. وقال المصدر، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»: إن زيارة عمرو موسى، الأمين العام للجامعة، إلى العراق تهدف إلى حسم مسألة مكان انعقاد القمة، خاصة فى ظل تحفظ عدد من الدول العربية على مكان انعقادها نظرا للظروف الأمنية المضطربة التى يعانى منها العراق منذ سيطرة قوات الاحتلال الأمريكى عليه عام 2003. وأشار المصدر الدبلوماسى إلى ترحيب جميع الفصائل السياسية والدينية فى العراق بقيام بغداد بدورها داخل المنظومة العربية مجددا، مؤكدا أن استضافة العراق للقمة تسهم فى إفشال مخططات جهات خارجية عمدت خلال السنوات الماضية إلى إذكاء روح التعصب المذهبى والعرقى وإضعاف انتمائه العربى. وأوضح المصدر أن الإصرار الذى أبداه القادة والسياسيون العراقيون لاستضافة القمة يؤكد رغبتهم القوية فى العودة إلى المنظومة العربية من جديد ليقوم العراق بدوره المحورى داخل الأسرة العربية، باعتباره من الدول المهمة والفاعلة، مشددا على أن الجامعة العربية ستبذل جهودا كبيرة خلال الفترة المقبلة لإقناع جميع الدول العربية بحضور قمة بغداد بتمثيل مرتفع، خاصة فى ظل العمل الجاد والدؤوب من جانب العراقيين لتهيئة كل سبل الراحة والأمان للمشاركين فى القمة. وحول ضعف التمثيل الدبلوماسى العربى فى العراق حاليا، قال المصدر: يرجع ذلك إلى تعمد جهات خارجية استهداف الدبلوماسيين العرب فى فترة سابقة، مشيرا إلى تحسن الأوضاع مؤخرا، وهو ما قد يشجعهم على إعادة التمثيل الدبلوماسى لدى العراق. من جانبه، أكد مندوب العراق فى الجامعة العربية السفير قيس العزاوى أن العراق سيشارك بوفد كبير فى القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التى تعقد فى شرم الشيخ فى 19 يناير الجارى، وذلك برئاسة الرئيس جلال طالبانى. وقال «عزاوى»، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»: إن الوفد العراقى سيكون من أكبر الوفود المشاركة فى القمة، إذ تشارك وفود من وزارات الخارجية والمالية والصناعة بالإضافة إلى رجال الأعمال، فى ظل ترحيب الجامعة بمشاركة رجال الأعمال والمستثمرين العرب الكبار. وأضاف: يتكون وفد وزارة الخارجية من 38 مشاركا، فيما يتجاوز عدد وفد وزارة الاقتصاد هذا العدد، وهو ما يعكس اهتمام بغداد بتطوير وتعميق تعاونها الاقتصادى والسياسى مع الدول العربية، خاصة أن العراق مقبل على مرحلة جديدة من مراحل الإعمار تحتاج إلى المشاركة العربية.