لعل النتيجة الهامة التي خرج بها عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية من زيارته للعاصمة العراقية بغداد ولقاءاته المكوكية مع كل ألوان الطيف السياسي من رأس السلطة التنفيذية الي أعضاء مجلس النواب.. ورؤساء التيارات السياسية ان الجميع حريص علي استضافة القمة العربية والمقررة في مارس القادم في ظل قناعة الأغلبية بأن القمة تمثل بوابة واسعة يدخل منها العراق لاستعادة دوره العربي والاقليمي . واستضافة العراق للقمة العربية دليل جديد علي استقرار اوضاعه الامنية والسياسية. العراقيون لم يكتفوا بتحميل موسي تلك الرسالة بل قدموا عدداً من الدلائل والمؤشرات المهمة عن اتمام الاستعدادات لاستضافة القمة وهو ما كان موضوع اجتماع لموسي مع اعضاء اللجنة العراقية المكلفة بالاعداد للقمة والزيارة التي قام بها لمقر القصر الجمهوري الذي يشهد حالة اصلاح وترميم وابنية جديدة مضافة لتجعل منه مدينة شبه مغلقة علي مقر اقامة الرؤساء والوفود المصاحبة، حتي مقر اقامة الاعلاميين والمركز الصحفي. ويعتمد العراقيون في هذا التوجه علي عدة اسس هامة منها ان عقد القمة في بغداد هو قرار القادة العرب اثناء اجتماعاتهم في مدينة سرت في مارس الماضي ولا يمكن التراجع عنه أو تغييره.. خاصة انه لم يتم اتخاذه بسهولة ويسر وجرت حوله مناقشات طويلة وتحفظات أبدتها بعض الوفود علي المشاركة في القمة ببغداد.. قبل الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية كما استكمل العراقيون الكثير من المطلوب منهم في سبيل اتمام المصالحة الوطنية واستعادة الوفاق الوطني ومن ذلك اجراء الانتخابات البرلمانية بمشاركة كل القوي السياسية دون مقاطعة او استبعاد لأي تيار سياسي كما تم الانتهاء من تشكيل حكومة وحدة وطنية وشراكة وسيتم الانتهاء من تعيين وزراء وقيادة الاجهزة الامنية خلال ايام وعرض اسمائهم علي البرلمان، كما قال نوري المالكي رئيس الوزراء وذكر ان التأخر في تلك العملية مرتبط برغبتي في الاختيار الامثل لأفضل العناصر لتولي هذه المناصب خاصة ان الدستور لا يحدد سقفاً زمنياً لهذا الامر بالاضافة الي الاستقرار الامني في العراق وتراجع العمليات الارهابية وقد اعترف المالكي بوجود بعض الخروقات الأمنية الا انه اكد ان العراق قادر علي الوفاء بالتزاماته والمحافظة علي امن القادة والرؤساء واضاف هوشيار زيباري وزير الخارجية ليس هناك امن مطلق وتوفير الامن من اولوياتنا كما قام العراق بارسال وفدين كبيرين للجامعة العربية في الشهرين الماضيين من الخارجية والامن لاطلاع الامانة علي سير الاستعدادات للقمة كما تم تخصيص 03 مليون دولار لتجديد عدد من الفنادق الكبري وتأهيلها لاستقبال الوفود المشاركة. وخلال زيارة عمرو موسي امين عام الجامعة العربية للعراق تأكد وجود تيار عام في العراق يطالب بعقد القمة في بغداد، وبمشاركة عربية علي اعلي مستوي ويري فيها تعزيزا للخيار العربي ويفيد في استعادة العراق لدوره في المحيط العربي والاقليمي ويحد من النفوذ الايراني المتنامي في مفاصل الدولة العراقية خاصة ان بغداد لم تشهد اي تجمع عربي منذ القمة العربية في عام 09، وقد اشار صالح المطلكي نائب رئيس الوزراء الي ذلك وقال ان المشاركة بمستوي يتناسب مع ظروف العراق ليثبت العرب للعراقيين انهم وقفوا معه ودعموه. فالعراق ضعيف بدون محيطه العربي دون ان ينفي ذلك وجود تيار آخر يتعامل مع المطالبة بعقد القمة من باب سد الذرائع وسيكون سعيداً اذا احجم العرب عن المشاركة بالمستوي المتوقع لتكون خطوة باتجاه قطيعة سياسية او تحجيم للعلاقات مع المحيط العربي لحساب قوي اقليمية وهناك تيار ثالث تمثله بعض المنظمات الارهابية التي اطلقت تهديدات صريحة للقادة العرب في حال مشاركتهم في القمة وآخرهم جماعة أنصار الشهداء. ولعل السؤال الان لا يدور حول عقد القمة في بغداد من عدمه، فالأمر محسوم لصالح هذا التوجه بعد ان رفضت الحكومة اكثر من اقتراح بأن يترأس العراق القمة علي ان تعقد في دولة المقر في القاهرة أو شرم الشيخ وهو ما اعلنه هوشيار زيباري وزير الخارجية عندما اكد ان العراق لن يرأس أي قمة تعقد خارج العراق كما تراجعت فكرة عقدها في اربيل، في شمال العراق وهي لم تلق قبولاً عربياً من الاصل وقد وعد عمرو موسي الجانب العراقي بتقديم تقرير عن زيارته للعراق ورؤيته للقضية إلي وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاثنين القادم في شرم الشيخ للتحضير للقمة الاقتصادية الثانية.