بعد ارتفاع تكاليف الحياة، وصعوبة توفير الشاب تكاليف الزواج، اتجه العديد من الجمعيات الخيرية لمساعدت المقبلين على الزواج بتحمل تكاليف الارتباط، تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعى، فظهر ما يسمى «الأفراح الجماعية»، حيث يتم تجميع عشرات الشباب، ومساعدتهم فى المستلزمات الخاصة بالزواج، والمساهمة فى تكاليف الفرح، مما يساعد فى حل مشكلة العنوسة. شهدت «الثغر» عدداً من الأفراح الجماعية، كان آخرها الاحتفال الجماعى، الذى تم فيه تزويج 150 شاباً وفتاة، ويقول أحمد جمال، أحد الذين تزوجوا فى الاحتفالات الجماعية التى أقامتها وزارة التضامن الاجتماعى، إن مثل هذه الأفراح توفر على الشاب تكاليف الفرح والقاعات، التى يتم حجزها، بالإضافة لما توفره للشباب الأيتام، الذين تقل فرصة الزواج لديهم بسبب عدم وجود عائل لديهم. داليا السيد، تم زفافها فى فرح جماعى تصف هذه الأفراح فتقول : «ليس صحيحا أن الأفراح الجماعية تطفئ فرحة العروس باعتبارها ليست العروس الوحيد فى القاعة، بل على العكس، الفرحة تكون مضاعفة، إلى جانب أن هؤلاء الشباب لم يكونوا ليحلموا بأن تعقد أفراحهم فى هذه القاعات الفخمة، وكل شخص متاح له أن يعزم المقربين من عائلته، مما يجعله لا يختلف كثيرا عن الأفراح الفردية». وقالت أمانى أحمد، مسؤولة بإحدى الجمعيات الخيرية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، إن الجمعية تتبنى عدداً من الحالات التى تحتاج إلى مساعدة، وكذلك الشباب اليتامى، بداية من تجهيزهم بمستلزمات الزواج، حتى ما بعد الزواج، حيث تقوم برعاية الشاب حتى يحصل على عمل مناسب، يضمن له حياة كريمة. وأكدت أن الجمعية تقوم بتحرير بحث اجتماعى، لضمان أن الأشحاص الذين تتم مساعدتهم، هم الأحوج لهذه المساعدة، مشيرة إلى أن الجمعية تتعاون مع رجال الأعمال لجمع تبرعات، لتجهيز العروسين، بالإضافة إلى بعض الصناعات اليدوية التى تتبناها الجمعيات، والتى تدر دخلا على الجمعية مما يساهم فى تحمل تكاليف الزواج، وضمان عمل للعروس أو العريس، للإنفاق منه بعد الزواج. من جانبه قال الدكتور محمد الحلوانى، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بالمحافظة، إن «المديرية» تقيم احتفال زواجاً جماعياً سنويا لأكثر من 100 شاب وفتاة يحضره المحافظ ومجموعة كبيرة من رجال الأعمال وأعضاء مجلسى الشعب والشورى والمطربين، ويكون الأولوية ليتامى دور الإيواء التابعين للمديرية، التى تعتبر عائلتهم الوحيدة بعد وفاة ذويهم. وأكد أن المديرية تتعاون مع رجال الأعمال لتساهم فى مساعدة الشباب فى نفقات الزواج، وما يحتاجه المنزل من أثاث وأجهزة والمسلتزمات الأساسية، مشيرا إلى أن هناك العديد من الجمعيات الأهلية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى والعاملة فى نفس المجال. وعن الآلية التى يتم بها اختيار الشباب بها من خارج دور الإيواء أوضح الحلوانى أن البحث الاجتماعى لكل حالة ينتهى باختيار الزوجين الأجدر بالمساعدة، ومعظمهم من ذوى الدخول المنخفضة وغير القادرين على تحمل التكاليف، لافتا إلى وجود قائمة انتظار للحالات التى تحتاج إلى مساعدة ويتم إدراجهم تباعا ضمن مجموع الأشخاص الذين تقوم المديرية بتزويجهم. وأضاف أن المديرية تنشئ لجنة كل عام لتلقى التبرعات من الأشخاص الراغبين فى المساهمة فى إقامة الاحتفال، مشيرا إلى أن الزواج الجماعى واحد من أهم أسباب القضاء على العنوسة فى الثغر، مشيرا إلى أن الاحتفال الأخير ضم 150 عروسا وعريسا من أيتام المحافظة ويعد الاحتفال السابع للمديرية، وأن المحافظ أهدى كل زوجين 500 جنيه.
