مناسبة الميلاد المجيد فيستقبلها المسيحيون بكل البهجة والفرح والسرور، ونلاحظ ذلك قبل حلول العيد بأيام، حيث تعمل العائلات المسيحية على تنظيف بيوتها كاملة، بالرغم من نظافتها المستمرة - وذلك احتفاءً بالعيد السعيد، ويقوم الأهل بشراء الملابس الجديدة لإطفالهم لتزداد فرحتهم بالعيد، حيث يشعر الطفل بأن هناك حدثاً سعيداً في الأسرة يوم عيد الميلاد، هذا بالإضافة إلى أنه في ليلة الميلاد، يهرع المؤمنين إلى الكنيسة ليلاً للأحتفال الديني بميلاد المخلص الفادي . وفي صباح يوم العيد، يمارس المسيحيون العادات الشعبية مثل زيارة المقابر وزيارة أهل وأقرباء الموتى الذين توفاهم الله قبل حلول عيد الميلاد، ومعايدة كاهن الرعية، وزيارة كاهن الرعية للبيوت، وتقدمة الرعية للكنيسة، والتواصل الاجتماعي بين الناس في العيد . المصدر: الأب وسام منصور الميلاد للأحياء وليس للأموات وزيارة القبور في العيد هي عادة دخيلة على المسيحية وفي الكنيسة تلتقي جميع نفوس الراقدين الأبرار في بيت الله مع الله والملائكة والقديسين فهناك نذهب ونتذكرهم ونذكرهم أمام الله ليجعلهم مشاركين إياه الفرح السماوي الذي لا يزول . وإن عيد الميلاد يعني مجيء الفادي المخلص المحب العالم للسكن في قلوب المؤمنين، ومن هنا تنبع أهمية نقاء القلوب وصفاتها من الإثم، فكما أننا عندما نستقبل زائراً عزيزاً نبالغ في الترحيب به، احتفاءً وتكريماً له، ونستعد لاستقباله بكل ما أوتينا من أمكانيات مادية، فكذلك يجب أن نظهر هيكل الروح القدس من كل الخصومات والمنازعات مع الآخرين، لأستقبال فاديها، ومن هنا تأتي أهمية المصالحة الأخوية بين المتخاصمين في العيد، حيث قال السيد المسيح إذا تقدمت لقربانك وتذكرت أن لأخيك عليك حق، فأترك قربانك وأذهب لمصالحته أولاً، ثم عد وتناول قربانك . وهذا يشير أشارة واضحة إلى أهمية تبادل الزيارات في العيد بين الأهل والاقرباء والمعارف والأصدقاء، الفقراء والأغنياء منهم، لفض المنازعات ومصالحة المتخاصمين، لترسيخ المحبة وتوطيد أواصرالسلام بين الجميع تحقيقاً لما جاء به رسول المحبة والسلام .