صوت أجراس الكنائس لم يتوقف في المناسبات وأعياد الميلاد منذ آلاف السنين المحن الأزمات والحروب تدق الأجراس في موعدها مبشرة بالسلام والمحبة وأن الضيق يعقبه الفرج عيد الميلاد هي مناسبة يستقبلها المسيحيون بكل البهجة والفرح والسرور، ونلاحظ ذلك ولم تتغير مراسم وطقوس الاحتفال عبر السنوات ولم تنصهر مع الثقافات الوافدة ولم تفلح التغيرات الاجتماعية في أن تغير ملامحها فقبل حلول العيد بأيام وكما يقول لنا أمير مظهر - محاسب - تعمل العائلات المسيحية علي تنظيف بيوتها كاملة وذلك احتفاء بالعيد السعيد، ويقوم الأهل بشراء الملابس الجديدة لإطفالهم لتزداد فرحتهم بالعيد وتتعاظم صور التكافل الاجتماعي برعاية الفقراء وإطعامهم وكسوتهم وإدخال البهجة علي قلوبهم وهو مشهد يتكرر أربع مرات في الشارع المصري في العيدين الفطر والاضحي والميلاد المجيد والقيامة لترتسم فيها ملامح الاديان الحقيقية بعيداً علي تلوث وعبث السياسة حيث تسمو فيها النفوس فوق الاهداف الشخصية لتبرز الجانب الحقيقي في الاديان . ويضيف مينا سمير مدير تطوير بشركة المصرية كارد أن المصريين استطاعوا الحفاظ علي تراثهم وثقافاتهم وبإمكانهم الحفاظ علي وحدتهم من خلال هذا المنبع المشترك التي لم تستطع المحاولات الدنيئة المساس به ففي صباح يوم العيد، يمارس المسيحيون العادات الشعبية مثل المسلمين مثل زيارة المقابر وزيارة أهل وأقرباء الموتي الذين توفاهم الله قبل حلول عيد الميلاد، ومعايدة كاهن الرعية، وزيارة كاهن الرعية للبيوت، وتقدمة الرعية للكنيسة،والتواصل الاجتماعي بين الناس في العيد. ورغم أن الميلاد للأحياء وليس للأموات وزيارة القبور في العيد كما تؤكد مارسيل مجدي هي عادة مكتسبة في المسيحية مع الفتح الاسلامي وهو دليل علي تداخل العادات بين عنصري الامة حيث في الكنيسة وبحسب مارسيل تلتقي جميع نفوس الراقدين الابرار في بيت الله مع الله والملائكة والقديسين فهناك نذهب ونتذكرهم ونذكرهم أمام الله ليجعلهم مشاركين إياه الفرح السماوي الذي لا يزول. ويؤكد عاطف الدميري صاحب إحدي شركات التنمية السياحية أن عيد الميلاد يعني مجيء الفادي المخلص المحب العالم للسكن في قلوب المؤمنين، ومن هنا تنبع أهمية نقاء القلوب وصفاتها من الإثم، فكما أننا عندما نستقبل زائراً عزيزا نبالغ في الترحيب به، احتفاء وتكريماً له، ونستعد لاستقباله بكل ما أوتينا من امكانات مادية، ومن هنا تأتي أهمية المصالحة الأخوية بين المتخاصمين في العيد، حيث قال السيد المسيح: "إذا تقدمت لقربانك وتذكرت ان لاخيك عليك حق، فأترك قربانك واذهب لمصالحته أولاً،ثم عد وتناول قربانك" وهذه رسالة للعقلاء ويجعلنا نفتح قلوبنا لبعضنا لانه تاريخ أرجو من العقلاء الحفاظ عليه ويحمل ذلك اشارة واضحة إلي أهمية تبادل الزيارات في العيد بين الأهل والاقرباء والمعارف والاصدقاء، الفقراء والأغنياء منهم، لفض المنازعات ومصالحة المتخاصمين، لترسيخ المحبة وتوطيد اواصرالسلام بين الجميع تحقيقاً لما جاء به رسول المحبة والسلام. أما عن عادات الطعام في هذا اليوم فبحسب مينا جورج موظف بشركة إكسيد فإنها لها طابعا خاصا لم يتغير عبر الزمان حيث نترك المنزل لتجهيز وليمة ليلة العيد بعد صيام40 يوما ونذهب أنا وأبي وأخوتي الي الكنيسة لنحضر أجمل وأبهج ما في ليلة العيد ألا وهو قداس عيد الميلاد المجيد بألحانه المبهجة الرائعة ووسط فرح الجميع بميلاد الطفل يسوع وملابس الكهنة الرائعة وأضواء الشموع التي تعطيك إحساسا بالخشوع والفرح في نفس الوقت وينتهي القداس بعد منتصف الليل ويبدأ المصلون في الخروج من الكنيسة وتهنئة بعضهم البعض ونرجع إلي البيت وتبدأ الوليمة التي غالبا ما تضم أصنافا بعينها في كل البيوت تقريبا. ويضيف مينا: يوم العيد تتجمع العائلات في البيت الكبير ويتم توزيع العيديات ونبدأ في توزيع علب حلوي العيد علي الجيران، فعيد الميلاد في مصر له مذاق خاص كما هو الحال في كل مناسباتنا الدينية المسيحية والإسلامية، فشهر رمضان الكريم في مصر ليس له مثيل في أي دولة عربية أو إسلامية. وكثير من أقاربنا المهاجرين يفتقدون جدا لجو مصر والحميمية المصرية علي الرغم من وجودهم في دول متقدمة يتمتعون فيها بكل المقومات ولكنهم جميعا بلا استثناء لو سنحت لهم الفرصة لرجعوا جميعا الي مصر, عشقا في هذا البلد. عم مرزوق كيلاني 80 سنة هو رجل صاحب بقالة في منطقة وسط البلد تحدث بصوت متهدج مكتفيا بقوله مصر وطن يعيش فينا، وقال في رسالة لها معناها أناشد الجيل الحالي بضبط النفس والحفاظ علي التراث وعدم جعل التاريخ ينتهي ويختم كلامه قائلا المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة أنا متفائل "الفرج بيجي من خرم إبرة" أحمد الباز