يحاول نجوم «المسرح السياسى» فى مصر إبهارنا بكل ما يملكون من مهارات وألاعيب مثيرة.. ففى فقرة الدفاع عن النظام تجد من يقولون لك، إننا واثقون من شعبيتنا والتفاف الجماهير حولنا.. أما فقرة «البرادعية» التى تلعبها فرقة «محمد البرادعى» فيؤكدون أنهم خطر على النظام مستندين إلى ما تنشره الصحف الأمريكية والفرنسية والإنجليزية.. بل اعتبروا أن الصحف الإسرائيلية حجة وبرهان على صدق ما يقولون.. وتبقى الأحزاب التى تأسست قبل أكثر من ثلاثين عاما، فى حالة إفاقة من غفوتها لتجد نفسها وسط مولد لا تعرف صاحبه! الذين يدافعون عن النظام، هبوا بطريقة تثير الاشمئزاز فى وجه الدكتور «محمد البرادعى» قبل وصوله إلى القاهرة.. اكتشفوا أنهم الدببة التى قتلت أصحابها.. ارتبكوا وحاولوا لملمة أوراقهم والبحث عن حالة ثبات تمكنهم من مواجهة الرأى العام.. أما الذين بشروا بالدكتور «محمد البرادعى» كمرشح افتراضى لرئاسة الجمهورية، فقد كانت مفاجأتهم أن نكتتهم ودعابتهم تحولت إلى حقيقة. أعود إلى رؤيتى التى طرحتها من قبل، مؤكدا أن استعادة الهدوء أصبحت ضرورة حتمية.. وأن لغة العقل هى التى يمكن أن تفتح الطريق الصحيح.. فلو أننا احترمنا «جمال مبارك» وجهده على مدى سنوات سابقة.. كنا سنتمكن من احترام الدكتور «محمد البرادعى».. وعلى ضفافهما سنحترم بعضنا البعض وأنفسنا.. لكن الذين سخروا وسبّوا وقذفوا فى حق «جمال مبارك» هم أنفسهم الذين استجاروا وصرخوا لأجل الدكتور «محمد البرادعى» عندما رشقه الصغار بالسباب والقذف. إذن كلنا يحاول أن يفرض قانونه على الآخر.. بل على الأمة باسم الشعب الذى لا يعرف عنا شيئا! فمريدو «الطريقة البرادعية» لم تعد لهم من معركة سوى تعديل الدستور والتظاهر فى الشوارع وجمع التوقيعات.. أما الذين يلتفون حول النظام، فمعركتهم هى الحديث عن إنجازات نسخر منها، كلما تابعنا أحاديثهم عنها عبر وسائل الإعلام المختلفة.. ويمارس أعضاء «جماعة المطار السرى» الذين يشار إليهم بأنهم الجماعة «المحظورة» سلوك إخواننا «الشيعة» عندما تفرض عليهم الأوضاع اللجوء إلى «التقية».. فقد خرجوا فى السيرك ليقدموا فقرتهم.. ذهبوا إلى «حزب التجمع» وتحاوروا مع قياداته، مع تجرع عصير السم المتمثل فى غياب عدوهم اللدود الدكتور «رفعت السعيد».. خرجوا من العرض الأول ليقدموا الفصل الثانى فكان حوارهم مع «الحزب الناصرى» وشقيقه من الأب فقط «حزب الكرامة»! وراحوا يبشرون الأمة بأنهم على استعداد للحوار مع حزبى «الوفد» و«الجبهة الوطنية» وغيرهما من الاتجاهات السياسية.. فى الكواليس كانت الصفقات يجرى الاتفاق عليها، وفضحها النظام بإجراءات إفراج عن مسجونين دون تقديم أى أسباب أو توضيحات! تسألنى من أنت؟! ومع من تكون؟!.. أعترف بأنى حرت جوابا.. سبق أن قلت إننى أدعو للتفكير بهدوء وموضوعية.. طاردنى «نباح إلكترونى» برسائل مسمومة.. لم أهتز لاعتقادى فى أننى أرى الصورة من خارجها، على طريقة كل أعضاء «الجالية المصرية فى القاهرة».. فنحن نرفض هذا السيرك بكل فقراته.. نعلن كل يوم اعترافنا بقانون المولد.. نأمل فى أن نتطور بحثا عن الاستمتاع بمسرح سياسى.. لن نشطح ونقول إن هدفنا هو فن «الباليه السياسى» أو «الأوبرا السياسية»! كلنا أمل فى أن نرى نصا واضحا ومكتوبا يقدمه «جمال مبارك» ونصا منافسا يقدمه الدكتور «محمد البرادعى» والذين معه، ونصا واضحا ومكتوبا يقدمه كل حزب سواء كان، «الوفد» أو «التجمع» أو «الناصرى».. أما الجماعة «المحظورة» فهى لا يمكن أن تقدم نصا واضحا أو مكتوبا، فهى جماعة حاربها الملك «فاروق» و«جمال عبدالناصر» و«أنور السادات» و«حسنى مبارك» وخلفهم جميعا الشعب المصرى الذى يرفضها.. لا تقل لى إنهم حصلوا على 88 مقعدا فى البرلمان، فهذه واحدة من ألاعيبهم التى لا يمكن أن تتكرر! عندى من البراهين ما يؤكد صدق رؤيتى.. قدمها الإعلام الرسمى والفضائيات الخاصة.. فضلا عن الصحف المستقلة والقومية.. ففى وسط هذه الحالة من الغليان انشغلت الأمة بالمستشار «مرتضى منصور» ومعركته الموضوعية والهادئة أمام منصات القضاء فى مواجهة سباب «أحمد شوبير».. كما انشغلت الأمة بما فعله «إبراهيم حسن» خلال مباراة كرة قدم مع فريق اتحاد الشرطة– لاحظ أنه فريق قوى فى الملعب والسياسة– وذهبت الأمة بكل جوارحها لتتابع عودة السيدة «هند رستم» لتتحدث للإعلام.. بل خطفت أنظارها حكاية «إسماعيل إسماعيل» شقيق السيدة «جميلة إسماعيل» مع «أيمن نور».. وتحولت مسألة البحث عن الدورى والمنافسة عليه إلى قضية الساعة.. عد إلى عناوين الصفحات الأولى، وكل الفضائيات ستجد أن هذه القضايا هى الأكثر أهمية وإثارة ل«الشعب المصرى الشقيق».. أما «البرادعية» و«الإخوانية» و«المباركية» وكل المضاربين على أسهمهم فى البورصة، فلا يمكن أن يشغلوا شعبا يناضل حول البرلمان وأمام منصات القضاء الإدارى بحثا عن حقوقه وحد أدنى لائق للأجور.. تلك هى الحكاية وهذا هو المولد الذى نهتف داخله «مدد يا آل البيت»! [email protected]