حمّل مواطنون لبنانيون القيادات السياسية فى بيروت، مسؤولية الأزمة الحالية فى البلاد، التى تصاعدت على خلفية تسريبات وسائل اعلام غربية، تؤكد صدور القرار الظنى للمحكمة الدولية الخاصة بحادث اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى، بحكم يدين عناصر تنتمى لحزب الله، مؤكدين أن القادة السياسيين هم الذين دفعوا الوضع للوصول إلى هذه المرحلة الخطيرة، للحصول على مكاسب سياسية شخصية على حساب المواطنين البسطاء، لكنهم استبعدوا «انفجار» الأمور فى الدولة. وفى الوقت الذى يؤكد فيه حزب الله عدم اعترافه بالمحكمة الدولية، مطالبا التيارات السياسية الأخرى بمقاطعتها، أكد سياسيون فى تيار المستقبل الذى يقوده رئيس الوزراء سعد الحريرى وحركة «14 آذار» أنهم مصرون على موقفهم، الذى يقضى باستكمال التحقيق لمعرفة الجناة الحقيقيين وترسيخ مبدأ الدولة فى لبنان وتحقيق الاستقرار، مشيرين إلى أنهم لا يملكون القوة العسكرية لكى يواجهون الجانب الآخر، فى حال حدوث مواجهات عسكرية فى بيروت، وأكدوا أنهم ينتظرون أن تقوم الدولة بدورها فى الحفاظ على الأمن فى البلاد ومنع أى انفجارات مسلحة. وأكد ايليا طونى، صاحب متجر بشارع الحمرا بوسط بيروت، أن الأزمة الحالية لا تزيد عن كونها صراعا بين السياسيين الكبار، الذين يحاربون من أجل مصالحهم الشخصية، حتى لو كان ذلك على حساب الشعب اللبنانى. وأشار إلى أنه على مستوى الشارع اللبنانى الأمر يختلف «لأننا نمارس حياتنا بشكل طبيعى ونحن غير معنيين بكل هذا، لأننا فى كل مرة نكون الطرف الوحيد الخاسر فى حالة حدوث مواجهات مسلحة، فى حين يهرب الباقون إلى خارج البلاد بثرواتهم». واعتبر عبد الوهاب حسن - سائق – أن الأمور تسير بشكل طبيعى رغم التضخم الذى يعانى منه الاقتصاد اللبنانى والأزمة السياسية الحالية المتصاعدة، وقال: لا أتوقع حدوث أى اضطرابات أمنية لأن هذه الاضطرابات لابد أن تسبقها تجهيزات وتحركات معينة فى الشارع اللبنانى، وحتى الآن لم نشاهد أى شىء من هذا القبيل. أما نبيلة الحاج - مديرة فندق- فأكدت رفضها التعصب الطائفى والدينى فى بيروت، الذى يحاول بعض السياسيين استخدامه لتحقيق أهداف ومصالح شخصية. من جهته توقع كمال عمر - طالب جامعى من الجنوب - أن يكون هناك رد فعل من جانب حزب الله فى حالة صدور القرار الظنى بإدانة عناصر تنتمى إلى حزب الله. ويختلف حسين البقاعى - موظف بفندق - من الجنوب مع هذا الرأى ويرى أن حزب الله لن يفكر فى اجتياح لبنان، ولكن قد تحدث بعض المناوشات الشعبية بين مناصرى حزب الله وتيار المستقبل ثم سيتدخل الأمن وينهيها. واستبعد الدكتور عبدالحميد الفهد «صيدلانى» حدوث أى مواجهات مسلحة فى بيروت مهما كان قرار المحكمة الجنائية الدولية. من جانبه استبعد رئيس حزب الحوار الوطنى اللبنانى فؤاد مخزومى، حدوث انفجار فى لبنان نتيجة صدور حكم المحكمة الدولية، وقال مخزومى فى تصريحات ل«المصرى اليوم»: لبنان ساحة لتصفية العلاقات بالمنطقة العربية، ونحن بمرحلة تسوية، ولن تحدث انفجارات، لأن حركتى «14 آذار» وحزب الله» مبسوطتين، فطالما هناك «حزب الله» وتيار المستقبل فهناك توازن رعب على المواطنين. وأضاف: لا يوجد بعد استراتيجى بالأمن الداخلى اللبنانى، وإنما هناك أمر واقع بعد اتفاق «الطائف»، وهناك دولتان، الدولة الكبرى تحت مظلة المربعات الأمنية لحزب الله والأخرى فى السولدير لرفيق الحريرى.. وكبرتا بالتنسيق بين الاثنين. واعتبر مخزومى أن هناك تنسيقا وتوافقا سيحدث بين الطرفين المتصارعين وقال: الآن نستعمل الأسباب الخارجية لتبرير الأمر الواقع بين الشركاء «سعد الحريرى وحزب الله»، لكن الاختلاف الجوهرى من سيفاوض بكارت المحكمة ليثبت حاله فى الداخل، وللتفاوض على سلاح حزب الله، نحن بمرحلة التسوية ونستعمل الخارج لنثبت موقعنا بالداخل.
