يعمل معى فى التليفزيون زميل خفيف الظل يحلو له فى كل مرة عندما يرانى أن يباغتنى بقوله عضدنى ياباشا.. وفى كل مرة أيضا أحاول أن أقنعه أنه لا يحتاج إلى تعضيد وأنه كفء وأن المسألة مسألة وقت وإجراءات وفى النهاية سوف يحصل على حقه دون وساطات ودون ضغوط.. ينظر لى نظرة استغراب ويعاود مناشداته عضدنى ياباشا.. مفيش حاجة بتمشى من غير تعضيد.. البلد كلها ماشية بالتعاضيد.. حتى استخراج رخصة المرور ورفع المخالفات الجزافية لا يتم إلا بالتعضيد.. قرارات العلاج على نفقة الدولة لا تتم إلا بالتعضيد.. الترشح لمجلس الشعب لايتم إلا بالتعضييييد.. وأنت عندما تسترجع مواقف كثيرة فى حياتك ستجد أنه فعلا سلو بلدنا.. وأن التعضيد أهم من الكفاءة ألف مرة يامعلم.. وأن السادة المعضديين لهم سطوتهم فى كل مكان وزمان.. وأنهم لايعرفون المستحيل.. فقد استطاعوا إعادة ترسيم الشخصية المصرية.. أولا المعتضد ولا تنس أنه كان لقبا لأحد الحكام زمان وإن كنت لا أذكر من أين جاءه التعضيد.. من كبار التجار أم من مماليك زمانه؟؟ .. ثانياً.. المعضوض وهو ضحية من ضحايا عمليات التعضيد المستمرة.. إذ إنه أمام كل متعضد ومسنود يوجد ألف معضوض وضائع حقه.. ثالثا.. المعضد وهو مايسترو عملية تجريف شخصية المصريين عبر عهود وأحقاب.. وهنا سوف يقول لك الليبراليون الجدد إنها ظاهرة عالمية.. فى أمريكا مثلا أى عضو كونجرس وراءه تعضيدات ضخمة من جماعات الضغط التى تسمى اللوبيات جمع لوبى يعنى شلة جامدة وواصلة بالبلدى.. وهو فى المقابل يعدهم بحسن الأداء قائلا.. ربنا يقدرنا على رد جمايلكم يا قادر ياكريم.. ومن طريف مايحكى أن صديقا لى اتصل بى مستغيثا يطلب المعاضدة فى أمر خطير.. خير اللهم أجعله خير.. قال إن العمارة التى يسكن فيها مهددة بالتفجير.. ياساتر يارب.. كيف ذلك؟.. أبدا.. تحت العمارة مخازن لأنابيب البوتاجاز وأخرى لمواد بلاستيكية قابلة للاشتعال.. وقد حذرنا أصحابها مرارا وتكرارا بإخلاء المكان ولا فائدة.. وأخيرا اتصلنا بالجهات المسؤولة فى الحى ولم يحركوا ساكنا.. واحد من سكان العمارة نصحنا بالبحث عن معضد كبير.. وآخر قال لايفل الحديد إلا الحديد.. يعنى إيه؟.. يعنى صح.. مين فيكم يعرف مين؟.. وجرت عدة اتصالات بالهواتف النقالة فى كل اتجاه.. وأخيرا جاء الفرج.. وحضرت «البوكسات» جمع بوكس وبدأوا فى إخلاء المكان وانطلقت الزغاريد وصيحات التكبير.. الله أكبر.. الله أكبر.. وفجأة توقف كل شىء.. لماذا؟.. قالوا لنا فى النهاية إن أصحاب المخازن استطاعوا الحصول على تعضيد مضاد.