قال العقيد السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة بار إيلان، الدكتور مردخاي كيدار، إنه «لا أحد في إسرائيل يفضل نظام الأسد على الجهاديين»، وأضاف كيدار، الذي عمل على الملف السوري في «أمان» لمدة 20 عامًا، أن «الجهاديين حتى ولو كانوا منتمين لمدرسة القاعدة لا يشكلون أي خطر على إسرائيل»، بعكس النظام السوري. ووصف كيدار، الذي يعمل أيضًا باحثًا في مركز بيجن- السادات للدراسات الاستراتيجية، في حديث أجرته معه إذاعة صوت روسيا، القرار السوري بالانضمام لمنظمة عدم انتشار السلاح الكيماوي، بأنها خطوة ل«تحسين صورة سوريا أمام الأمريكيين والغرب، ليتمكن الجميع من تعليق الآمال على السلوك السوري في المستقبل»، وأضاف كيدار: «هذا النظام (السوري) لا يُصَدَّق أنملة، هذا النظام عليه أن يذهب إلى وراء القضبان بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي شاهدها العالم بأسره، خاصة في السنوات الأخيرة بعد نشوب الربيع العربي، لا يُصدّق هذا النظام بالمرة». ونفى العقيد السابق بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية أن تكون إسرائيل مستفيدة من بقاء النظام السوري، قائلًا: «الكل يعلم بأن الرئيس بشار الأسد ونظامه هم في نفس السرير مع النظام الإيراني الذي يشكل خطرًا استراتيجيًا على إسرائيل وعلى السعودية وعلى دول الخليج، خاصة بعد أن يتمكن من أن يحصل على الأسلحة النووية، لذلك نظام الأسد الذي ساعد الإيرانيين في فرض هيمنتهم على لبنان وخلق حزب الله ومساندة حماس وباقي المنظمات الإرهابية التي تعمل في جميع ربوع الشرق الأوسط، هو والإيرانيون يشكلون تهديدًا على الشرق الأوسط من مشرقه إلى مغربه». وتابع الخبير الإسرائيلي في الشأن السوري: «لذلك لا أحد في إسرائيل يفضل الأسد على الجهاديين، لأن الجهاديين حتى ولو كانوا من مدرسة القاعدة فهم لا يشكلون أي خطر وجودي على إسرائيل ولا خطرًا استراتيجيًا على أي دولة، ولكنْ إيران وحلفاؤها بمعنى سوريا والنظام السوري وحزب الله هم خطر يهدد العالم العربي وإسرائيل وحتى الغرب أيضًا». وأضاف كيدار: «الجهاديون ليسوا من محبي الحركة الصهيونية، أنا أعترف بذلك، ولكنهم كمنظمة ليس لديهم أسلحة دمار شامل، ليس لديهم كميات مثل السلاح الجوي أو الصواريخ بعيدة المدى، وكل الإمكانيات الموجودة اليوم لدى هذا النظام السوري ليست موجودة بأيدي الجهاديين، هم ربما لديهم الكلاشينكوف وسيميونوف وباقي الأسلحة الخفيفة وهذا لا يشكل أي خطر استراتيجي، ربما يشكل خطرًا تكتيكيًا على الحدود الإسرائيلية ولكن ليس خطرًا على كيان الدولة الاسرائيلية، بينما السلاح السوري الموجود في أيدي النظام السوري يشكل خطرًا عظيمًا على دولة إسرائيل كاملة». وردًا على سؤال حول إذا ما كان الوقت قد حان لمصادقة إسرائيل على معاهدة منع انتشار الأسلحة الكيماوية، بعد قيام سوريا بذلك، قال مردخاي كيدار: «إسرائيل لم تتكلم عن أي أسلحة دمار شامل موجودة أو غير موجودة في أيديها لا كيماوية ولا بيولوجية ولا ذرية، إسرائيل لم تعترف بحيازتها لهذه الأسلحة، ولذلك لا يمكن الكلام عن أسلحة دمار شامل بأيدي إسرائيل».
