اقتحمت قوات الشرطة الإسرائيلية، صباح الأربعاء، ساحات المسجد الأقصى بالقدس، لتأمين دخول مستوطنين لها، بحسب شهود عيان، فيما اعتدت على المصلين والمرابطين بالمسجد، وفق بيان لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث. وحولت الشرطة الإسرائيلية، البلدة القديمة بالقدس إلى ثكنة عسكرية، ونشرت المئات من عناصرها في أزقة البلدة، وفي محيط المسجد الأقصى تزامنا مع بدء «عيد العرش» اليهودي. ويشهد المسجد الأقصى هذه الأيام حالة من التوتر في ظل دعوات مستوطنين باقتحامه تزامنا مع الأعياد اليهودية، وهو ما يدفع عددا كبيرا من الفلسطينيين للرباط بداخله للتصدي لهذه الاقتحامات. وأفادت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان عاجل لها، الأربعاء، بأن قوات إسرائيلية خاصة بدأت بالانتشار بعد صلاة الفجر مباشرة داخل المسجد الأقصى، وتوزعت في ساحاته، فيما قامت عناصر منها بالتجول ومراقبة الجامع القبلي المسقوف من الخارج عند البوابات والشبابيك، وقامت بإغلاق العيادة المجاورة له. تأتي هذه الأحداث في ظل دعوات مستمرة من جماعات يهودية لاقتحام الأقصى بمناسبة «عيد العرش» العبري والذي تبدأ احتفالاته اليوم الأربعاء وحتى 24 سبتمبر الجاري. وقالت مؤسسة الأقصى في بيانها إن «العشرات من قوات الاحتلال قامت بالاعتداء على المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى وقمعهم بقوة، وتم اعتقال عدد منهم». وأضافت أن هذا جاء بينما كان المصلون والمرابطون يعلون أصواتهم بالتكبير في ساحات الأقصى، بينما حاول 4 مستوطنين يحرسهم نحو 10 من القوات الخاصة اقتحام وتدنيس الأقصى، صباح الأربعاء. وفي الوقت نفسه، قامت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية بتطويق الجامع القبلي المسقوف، وحصار المصلين فيه، ثم إغلاقه بالسلاسل الحديدية، كما قاموا بإطلاق الغازات المسيلة للدموع على المرابطين فيه؛ مما أدى وقوع عدد من الإصابة بالاختناق، بحسب شهود العيان، الذين أضافوا أنه وقعت إصابات بين المصلين في الساحات بسبب الضرب بالهراوات. ولفت الشهود إلى أن شرطيين إسرائيليين اثنين أصيبا إثر إلقاء الشبان المصلين الحجارة باتجاههما. وفي وقت سابق، الأربعاء، كان شهود عيان قالوا لوكالة الأناضول للأنباء، إن «الشرطة الإسرائيلية تحاول إجبار المرابطين في المسجد الأقصى على دخول المصلى القبلي بالمسجد وإخلاء ساحات المسجد لتأمين اقتحام المستوطنين، الأمر الذي رفضه المرابطون». وأشار شهود العيان إلى أن الشرطة الإسرائيلية أخلت بالقوة حراس المسجد الأقصى المتواجدين عند باب المغاربة، المطل على ساحة حائط البراق (الحائط الغربي للمسجد)، بينما اقتحم 10 مستوطنين ساحات المسجد. وتمنع الشرطة الإسرائيلية الرجال دون ال45 عاما من دخول المسجد الأقصى منذ الثلاثاء، وتغلق الأبواب الخارجية وتضع حواجز عسكرية مشددة في البلدة القديمة بالقدس لمنع الوصول إلى المسجد الأقصى. وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت، مساء الثلاثاء، بين شباب مقدسيين والشرطة الإسرائيلية قرب باب حطة، أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس والمؤدي للمسجد الأقصى، احتجاجا على إغلاق المسجد الأقصى، وفق شهود عيان. وقال شهود عيان في وقت سابق إن «الشرطة الإسرائيلية منعت المصلين من أداء صلاة العشاء في المسجد الأقصى بحجة إغلاقه أمام من هم دون عمر ال45 عاما لتندلع مواجهات بين الطرفين».