قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تدوينة له على صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»، إنه «لا يوجد أي عداوة بين إيران واليهود»، وتأتي تصريحات ظريف بعد نفي محمد رضا صادق المستشار الإعلامي للرئيس الإيراني حسن روحاني صحة الأنباء التي تحدثت عن تقديمه التهنئة ليهود العالم بمناسبة رأس السنة اليهودية، عبر موقع تويتر قائلًا إن روحاني ليس لديه حساب على الموقع، وقالت مصادر إيرانية ل«المصري اليوم» إن إيران موقفها واضح تجاه إسرائيل، وإذا أراد رئيس تغيير هذا الموقف فعليه أن يتنحى من مصبه. وكتب ظريف على صفحته الرسمية على «فيس بوك»: «لا يوجد بين إيران واليهود أية عداوة ونحن نعارض الصهيونية»، وأضاف: «إيران تدين قتل الإنسان، وفي هذا السياق أدانت قتل اليهود من قبل النازية، كما تدين قتل الفلسطينيين من قبل الصهاينة، ولدينا في إيران مواطنين يهود ولديهم ممثل في البرلمان». وأكد ظريف أن إيران «لن تسمح للصهاينة بالترويج أنها تُعادي اليهود أو تسعى للحرب»، مشيراً إلى أن «اليهودية دين إلهي علينا احترامه تبعاً لتعاليمنا الدينية ودستور بلادنا، ولا نعتقد ان الصهيونية نابعة من الدين اليهودي»، لافتاً الى أن «الصهاينة حاولوا دائمًا الترويج لمظلموميتهم من خلال سوء الاستفادة من الوقائع التاريخية»، مشدداً على أن «الهولوكوست تحول إلى وسيلة بيد الصهاينة للتغطية على جرائمهم ضد الفلسطينيين ويجب عدم السماح لهم بالاستمرار في إحياء هذا السيناريو». ويعيش في إيران نحو 10 آلاف يهودي مما يجعل منها أكبر الأقليات اليهودية التي تعيش في منطقة الشرق الأوسط، وتحتفظ حركة «ناطوري كارتا» اليهودية المناهضة لإسرائيل والصهيونية بتواجد كبير وسط يهود إيران. ونشر حساب منسوب للرئيس الإيراني، على موقع «تويتر»، الخميس، تهنئة ليهود العالم بمناسبة رأس السنة اليهودية جاء فيها: «مع قرب غروب الشمس هنا في طهران، أتمنى لكل اليهود، وخاصة اليهود الإيرانيين، عاما يهوديًا سعيدًا»، إلا أن المستشار الإعلامي للرئاسة الإيرانية سارع بالتنصل من الحساب، مؤكدًا أن روحاني ليس لديه حسابات على «تويتر» أو «فيس بوك». وفي نفس السياق، نشر حساب منسوب لوزير الخارجية الإيراني، الخميس، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تغريدة هنأ فيها اليهود برأس السنة اليهودية الجديدة، واللافت أن التغريدة كُتبت بالنطق العبري، وبحروف لاتينية. وردت نانسي بيلوسي، ابنة رئيس مجلس النواب الأمريكي سابقًا، على «تغريدة ظريف» بتغريدة جاء فيها: «شكرًا، إن العام الجديد سيكون أحلى إن توقفت إيران عن إنكار المحرقة النازية»، ليرد الحساب المنسوب لظريف بتغريدة قال فيها: «إيران لم تنفي قط وقوع المحرقة النازية، والرجل الذي كان ينظر إليه على أنه ينكرها ذهب الآن»، في إشارة للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. في نفس السياق، قال غريب رضا، رئيس رابطة الحوار الديني الإيرانية، في اتصال مع «المصري اليوم» من العاصمة طهران، إن التصريحات الإيرانية «ليست جديدة على موقف إيران»، وأضاف: «سياسة إيران هي الفصل بين اليهود والصهيونية، والإمام الخوميني وضع في خارطة السياسة العالمية المعاصرة ما يُسمى بجبهة المستضعفين». وتابع رضا: «نعتقد أن كل من يحارب الكيان الصهيوني هو جزء من هذه الجبهة، لذلك يجري التعامل مع اليهود، الذين هم ضد الكيان الصهيوني مثل حركة ناطوري كارتا، وأيضًا اليهود المناهضين للصهيونية داخل إيران، وهؤلاء لهم حقوقهم مثل المسيحيين وبقية الأديان والمذاهب، وهذا ليس أمرًا جديدًا، هناك ممثل من اليهود داخل مجلس الشورى الإسلامي ويتحدث باسمهم». وأشار رئيس رابطة الحوار الديني الإيرانية في حديثه ل«المصري اليوم» من طهران إلى أن «سياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه الغرب والولايات المتحدة والكيان الصهيوني، لا تُبين في شبكات التواصل الاجتماعي، فهذه الوسائل ليست مسارًا لبيان التحولات الجذرية في سياسة إيران». وقال غريب رضا: «قضيتنا ضد إسرائيل هي من ثوابت الجمهورية الإسلامية، ولا يمكن تغييرها بمجيء رئيس أو غير ذلك، إذا أراد رئيس أن يغير مسار سياسة الجمهورية تجاه القضية الصهيونية فلابد أن يتنحى، لأن هذا أمرًا غير مقبول، وهذا ليس منهج الرئيس روحاني، بالعكس أول لقاء للدكتور روحاني كان مع رئيس وزراء سوريا، وكان لهذا للقاء مدلول واضح».