أرسل لى عبدالمنعم أبوالفتوح، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، رداً مكتوباً على مقالى قبل الماضى، الذى حمل عنوان «مبادرة أبوالفتوح»، والذى تحدثت فيه عن سر مبادرته التى أطلقها فى الهواء، ملخصها أن تترك الجماعة العمل السياسى وعدم الترشح فى أى انتخابات برلمانية مقبلة لمدة 20 عاماً، التى لم يلق لها أحد بالا.. لا الجماعة ولا غيرها من المفكرين أو النخب السياسية لعلم الجميع بأن أبوالفتوح يتفوه بهذه المبادرة ويعرف هو قبل غيره أنها مجرد «كلمات».. رد أبوالفتوح جاء على ورق اتحاد الأطباء العرب وممهوراً بختم الاتحاد الذى يقوم أحد أهم مصادر تمويله على جمع التبرعات من أهل الخير والإحسان، ومصحوباً بإنذار على يد محضر ربما لإرهابى حتى لا يلجأ للقضاء، ولأن حق الرد مكفول فإننى أنشر رده كما هو دون أى تدخل منى، لكنى سأقوم بالتعقيب عليه بعد منحه حق نشر الرد حسب القانون. «إيماء لما نشرته جريدة (المصرى اليوم) فى عددها الصادر يوم الأربعاء 17/2/2010 بالصفحة رقم 17 مساحة رأى للأستاذ أحمد الخطيب بعنوان (مبادرة أبوالفتوح)، الذى تعرض فيه لاتحاد الأطباء العرب وشخصى أمين عام اتحاد الأطباء العرب، فإننى أود أن أوضح أن ما نشره الصحفى لا يمت للحقيقة بصلة وهو محض افتراء، وهو يعد إساءة بالغة وأحصرها فى النقاط الآتية: 1- استخدام عبارات غير لائقة فى أسلوب النقد الموجه للسيد الأمين العام باعتباره شخصية عامة التى تمثلت فى قوله «طلب أبوالفتوح مجرد فقاعات فى الهواء، لغرض فى نفسه، رجل خطير» وهى الجمل التى تحمل سباً مباشراً فى ذاتها وبما تشير إليه من تعريض. 2- الخلط الذى تم بين جماعة الإخوان المسلمين واتحاد الأطباء العرب كمنظمة دولية مهنية عربية تمثل 400000 طبيب عربى. 3- عبدالمنعم أبوالفتوح لم يتهم بأى شىء يخص اتحاد الأطباء العرب، وإنما كان الاتهام الموجه له من قبل أمن الدولة بصفته الإخوانية فقط، التى لم يكن هناك ثمة دليل عليها. 4- الانتخابات على منصب الأمين العام للاتحاد كانت فى مارس 2009 أى قبل تصريحه بما يقرب من عام كامل، وبالتالى فإن عبدالمنعم أبوالفتوح ليس فى حاجة إلى استرضاء أحد، وبالتالى فإنه ليس فى حاجة إلى إطلاق مبادرات لحماية أى مصالح مزعومة.. لذا نرجو من سيادتكم نشر هذا التصحيح فى جريدتكم بنفس المساحة ونفس المكان اللذين تم نشر الخبر فيهما». انتهت رسالة الأخ «أبوالفتوح» الذى يدافع عن نفسه بأموال المتبرعين من أهل الخير والإحسان معتبراً نفسه «شخصية عامة» يجب على أهل الخير أن يدافعوا عن سيادته، لأنه رمز من رموز العطاء، وهو أمر لا أستطيع فهمه، فقد سبق أن قام الاتحاد ذاته بحملة إعلانات مدفوعة الأجر فى الصحف للدفاع عن الأخ أبوالفتوح بعد واقعة القبض عليه لانتمائه التنظيمى لجماعة الإخوان المسلمين، التى تم اتهامه فيها بالانتماء إلى جماعة محظورة وغسل أموال الاتحاد، وهو اتهام قبع أبوالفتوح بسببه داخل السجن أشهراً عديدة، واتهامه بذلك ليس من عندياتى، والقضية لم تغلق بعد. كما أن النيابة ليست هى فقط التى اتهمته بوجود تجاوزات وإنما صحيفة «الشروق» الجزائرية نقلت عن مسؤولين تابعين للاتحاد وجود «تجاوزات خطيرة» قام بها سيادته. الطريف أن أبوالفتوح يصر على أنه «شخصية عامة»، وكان ياولداه يصرخ طوال أيام القبض عليه أثناء اتهامه بغسل الأموال أمام النيابة أن له حصانة دبلوماسية وما إلى ذلك من إضفاء «الأهمية» على نفسه، التى لم يستمع إليها أحد وهو «عالَم»- بفتح اللام- يعيش فيه الرجل ربما لأنه كان يعانى فى الماضى «طبعاً» من شظف العيش الذى يورث فى النفس أشياء يحاول الإنسان تعويضها عندما تحين أول فرصة للتخلص منها. أما العجيب فهو أن أبوالفتوح يقول: «إننى تعمدت الخلط بين جماعة الإخوان المسلمين واتحاد الأطباء العرب» وهو كلام يجعلنى أستلقى على ظهرى من الضحك من الرجل، الذى اكتشفت أن «دمه خفيف» وليس لى رد على هذه الملاحظة منه سوى أنه أراد أن يضحك معى ليخفف من وطأة ما أكتبه عنه من معلومات يعرف جيداً أنها صحيحة.. وربما يريد أن يغلق ملف «القضايا» التى يرفعها على شخصى «كل شوية» ويعرف جيداً أين ينتهى بها المآل!