أثارت الأرقام المخيفة لفقدان الوظائف فى الولاياتالمتحدة فى فبراير الماضى قلق الرئيس الأمريكى باراك أوباما وعدد من كبار مساعديه الذين أعربوا عن أسفهم لتكبد الاقتصاد الأمريكى هذه الخسارة، ووصول معدل البطالة إلى أعلى مستوياته منذ 25 عاما، إلا أنهم تعهدوا بمضاعفة العمل لإنعاش الاقتصاد المتهاوى. وقال أوباما خلال زيارة إلى ولاية أوهايو الأكثر تضررا بالأزمة الاقتصادية : «إن العدد الإجمالى للوظائف التى فُقدت بسبب الانكماش ارتفع إلى 4.4 مليون» وأضاف: «حان الوقت لمواجهة لحظة الأزمة بعمل جرىء وأفكار عظيمة»، وأوضح أوباما أن الاستثمارات الحكومية أنقذت نحو 3.5 مليون وظيفة، إلا أنه أشار إلى أن البرنامج وحده لايكفى للتغلب على الوضع الاقتصادى الحرج ولن يحل جميع المشاكل. من جانبها، قالت وزيرة العمل الأمريكية هيلدا سوليس إن الحكومة تتحرك «بسرعة وقوة» لإيجاد وظائف وإعادة الاقتصاد إلى وضع النمو، بينما أكدت المستشارة الاقتصادية للرئيس كريستينا رومر أن أرقام البطالة «فظيعة ولا وجود لأى نقطة إيجابية فيها». وأوضحت رومر أن «أفضل ما نفعله للمستهلكين الأمريكيين هو بالضبط ما نفعله الآن، وهو إيجاد الوظائف ومساعدة البنوك على أن تكون فى وضع تستطيع أن تقدم فيه القروض مرة أخرى والإبقاء على الناس فى منازلهم»، جاء ذلك فى الوقت الذى اعتبر فيه البيت الأبيض أن هذه الأرقام « دليل آخر على عمق الركود الاقتصادى»، إلا أنه رغم ذلك أغلقت مؤشرات الأسهم الرئيسية فى بورصة نيويورك أمس الأول على ارتفاع مدفوعة بقفزة فى أسعار النفط رغم الحديث عن ارتفاع معدل البطالة. وتزامنت هذه التطورات مع دعوة الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز نظيره الأمريكى إلى القيام ب«ثورة اشتراكية»، معتبرا أنها «السبيل الوحيد» للخروج من الأزمة المالية العالمية.وقال شافيز «إنه يتعرض للانتقاد لأنه يقال إنه ينحو منحى اشتراكيا، هيا أوباما انضم إلينا واتجه إلى الاشتراكية، هيا إنها السبيل الوحيد»، وأضاف الرئيس الفنزويلى: «تخيلوا حدوث ثورة اشتراكية فى الولاياتالمتحدة، لا شىء مستحيل،من كان يعتقد فى 1980 أن الاتحاد السوفيتى سيختفى؟ لا أحد، ومع ذلك انظروا لقد انتهى». وأكد شافيز أن النموذج الرأسمالى وقيمه الفاسدة فشلا، متوقعا «نهاية الإمبراطورية الأمريكية». وفى غضون ذلك، توقع نوربرت فالتر كبير خبراء الاقتصاد فى «دويتشه بنك» أكبر المصارف الألمانية ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل فى ألمانيا نهاية العام المقبل 2010 إلى 4.5 مليون عاطل، وقال: «يجب على الحكومة أن تتوقف عن طرح برامج غير مؤثرة لدعم الاقتصاد، وعليها اتخاذ إجراءات فعلية لها تأثير مباشر وفعال وعريض»، واقترح الخبير تطبيق فكرة منح أصحاب السيارات القديمة مكافآة مالية مقابل التنازل عن سياراتهم وشراء سيارات جديدة على المنتجات الأخرى مثل الثلاجات والمجففات والغسالات وغيرها من السلع المعمرة، وارتفع عدد العاطلين عن العمل فى ألمانيا خلال الشهر الماضى إلى 3.552 مليون عاطل بزيادة 63 ألفا عن يناير الماضى. وفى لندن، أكد رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون أنه ينبغى لمجموعة ال 20 منع المسؤولين المصرفيين من الحصول على مكافآت مبالغ فيها تستند إلى نتائج قصيرة الأجل، وحدد براون أولوياته بخصوص قمة مجموعة ال 20 التى سيستضيفها فى لندن الشهر المقبل قائلا إنه ينبغى للمؤسسات الدولية أيضا دعم الأنظمة المصرفية فى الدول الأكثر فقرا، وجاء ذلك فيما أعرب رئيس الحكومة الايطالى سيلفيو برلسكونى عن تفاؤله حيال الازمة الاقتصادية العالمية، معتبرا أن وسائل الإعلام تبالغ فى وصفها ب»المأساوية»، ورأى برلسكونى أن استمرار وسائل الإعلام فى هذا الوصف هو ضد مصلحة الجميع. وفى سياق متصل، أكد رئيس البنك الدولى روبرت زوليك أن التعاون بين الصين والولاياتالمتحدة أمر حتمى فى مواجهة الأزمة العالمية، ونبه إلى أنه بدون بكين وواشنطن ستخيب آمال مجموعة ال 20.