أكد كلاوس إيبرمان، سفير المفوضية الأوروبية بالقاهرة، أن الاتحاد الأوروبى لا ينتقد أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، ولكنه يعمل على تشجيع المواطنين على التعبير عن آرائهم وتوعيتهم بجميع حقوقهم وكيفية ممارستها، وذلك فى إطار سياسة الجوار الأوروبية. وقال إيبرمان، خلال لقائه أمس الأول فى نقابة الصحفيين، إن المفوضية الأوروبية ستصدر الشهر المقبل تقريرها السنوى حول الأوضاع فى جميع المجالات بالدول الموقعة على خطة سياسة الجوار الأوروبية، ومن بينها مصر. وأشار إلى التقدم الملحوظ فى مجال حقوق الإنسان بمصر، لافتاً إلى الجهود التى يقوم بها المجلس القومى لحقوق الإنسان، وكذلك المجلس القومى للمرأة فى هذا الإطار. ونفى وجود أى تأثير للأزمة المالية العالمية الحالية على البرامج والمشروعات التى ينفذها الاتحاد الأوروبى فى مصر، مشيراً إلى أنه فى إطار خطة عمل سياسة الجوار تم تخصيص 558 مليون يورو لمصر فى الفترة من 2007 إلى 2010، باعتبار القاهرة أحد أكبر المستفيدين من دعم المفوضية الأوروبية المالى للشركاء فى سياسة الجوار. وأوضح أن هذا المبلغ يوجه لمشروعات تهدف إلى دعم الإصلاح فى مصر فى مجالات الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والعدالة، وتحسين القدرة التنافسية الاقتصادية، إلى جانب إصلاح التعليم والصحة، والاستثمار فى مجال الطاقة والنقل والبيئة. وتوقع إيبرمان أن تؤثر الأزمة سلبياً على مصر، وقال: بالطبع ستشهد مصر انخفاضاً فى عدد السياح، وكذلك فى عدد السفن المارة بقناة السويس، فضلاً عن انخفاض فى الميزان التجارى، الذى انخفض بالفعل من 6.5 % إلى 4%. واستطرد: غير أن موقف مصر صلب بالنسبة للأزمة، مقارنة بموقف الاتحاد الأوروبى، وكذلك موقف الدول العربية، وذلك بسبب الاتجاه الصائب للسياسة النقدية المصرية، والتى هى سياسة رقابية بعض الشىء. وأدان سفير المفوضية الأوروبية، حادث تفجيرات الحسين، مطالباً بعدم المبالغة فى الآثار السيئة «لأن ذلك يحدث فى أماكن مختلفة فى العالم»، مستشهداً بما تقوم به حركة إيتا الانفصالية فى إسبانيا، وبعض عناصر حركة طالبان فى مناطق أخرى، واصفاً من يقومون بمثل هذه التفجيرات بأنهم مجموعة مجانين ينطلقون فى العالم. وأكد أن مصر لديها القدرة على تخطى هذه الأزمة، موضحاً أن الاتحاد الأوروبى يقدم مشروعات كثيرة لتحديث العملية السياحية فى مصر لاستدامتها، لافتاً إلى أن هناك مشروع توأمة مع مصر والنمسا لدعم وتحديث الأماكن السياحية فى مصر، ويجرى حالياً مشروع تنمية سياحية فى جنوبسيناء. ووصف إيبرمان مؤتمر إعادة إعمار غزة، الذى دعت إليه مصر، بأنه «حدث كبير ومهم»، حيث سيضم وفوداً من 85 دولة، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية والإقليمية من بينها الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة والجامعة العربية إلى جانب البنك الدولى.