أستاذى الراحل العظيم.. لقد عرفت الحق فعز عليك أن تراه مهضوماً.. وعرفت العدل فعز عليك أن تراه مهجوراً.. وعرفت الصدق فعز عليك أن تراه منكوراً محجوراً.. ومن هنا انطلقت ممتطياً جوادك فارساً نبيلاً مغواراً شاهراً قلمك متحدياً مرضك وكبدك وألمك.. مخترقاً حصون وجسور الفساد مقتلعاً جذور الفاسدين والمفسدين.. متسربلاً بإيمان متين وإرادة لا تستكين وعزيمة لا تلين.. ولعل فى مقولتك لأحد الضالين المنافقين «يا.. ضلالى!» والتى مازالت محفورة فى الأذهان لخير دليل وبرهان على جرأة وجسارة قلم قلما يجود بمثله الزمان.. يا سيدى.. ما خضت هذا الخوض من أجل عرش تعتليه، ولا مقام تجتبيه، ولا مال تجتنيه، ولكن من أجل وطن تحميه، ومظلوم ترضيه، وظالم ترديه، وحق تعليه.. أستاذى الراحل العظيم.. ما كل هذا وذاك إلا غيضاً من فيض مناقبك ومآثرك فسيرتك ومسيرتك حبلى بمناقب ومآثر لا تعد ولا تحصى، ولا تنسى ولا تمحى، فمهما قلنا فيك فلن نوفيك ولن نكفيك، وتكفيك الحشود المحتشدة والمتشحة بأوشحة الحزن والأسى ولوعة الفراق والتى احتشدت وتوافدت وهبت من كل حدب وصوب لتصلى على جثمانك الطاهر النقى الشريف، وتودعك بدموع قلبها المجدولة بكل معانى الحزن والأسى بالرحمة والمرحمة والمغفرة.. فألسنة وأفئدة الخلق أقلام الحق.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. عميد مهندس متقاعد: محمد محمود سلامة الإسكندرية المندرة البحرية