بدأ الفوج الثاني من السائحين الإيرانيين، الأحد، جولته السياحية في مدينة الأقصر، بزيارة معابد الكرنك، وجرت الزيارة وسط إجراءات أمنية مشددة، وتم فصل الفوج إلى مجموعتين لدواع أمنية، حيث وصلت المجموعة الأولى البالغ عددها 65 سائحاً. وكانت بعض القوى السلفية أعلنت عن رفضها لزيارة الإيرانيين لمصر، وحرص السائحون على التقاط الصور التذكارية وسط المعالم الأثرية، وتصوير وتدوين مايسمعون من شرح لتاريخ مصر القديمة. ومن جانبها جددت الأوساط السياحية في الأقصر ترحيبها بالسائحين الإيرانيين، وأكدت قوة إيمان المصريين، وعدم تأثرهم بما مر عليهم من ثقافات على مر التاريخ. واستقبل أهالي الأقصر والعاملين في قطاع السياحة الفوج الإيراني بحفاوة وترحاب شديد، كما عبر السياح الإيرانيين عن بالغ سعادتهم بزيارة الأقصر ومعالمها التاريخية والآثرية، وقال السائح الإيراني «شي خان أخلاق» أثناء زيارته لمعبد الكرنك، إنه أصر هو وأسرته وأصدقائه على زيارة مصر برغم ارتفاع التكلفة بالنسبة للمناطق الأوربية، وبرغم تحذيرات بلاده وتخوفها من الزيارة بسبب ما يتردد عن مخاوف بعض التيارات من نشر التشيع في مصر، مشيرا إلى أن الزيارة بعيدة عن الدين تماماً، وليس لها أي أهداف سوى السياحة والإستمتاع بالرحلة. ومن جانبه وصف ثروت عجمي، رئيس غرفة وكالات وشركات السياحة والسفر في الأقصر، عودة السائحين الإيرانيين إلى الأقصروأسوان بأنه سيساهم بشكل ايجابي في تحقيق مزيد من التعافي للقطاع السياحي في المدينتين اللتين تعيشان أزمة سياحية متصاعدة. وقال إن القطاع السياحي والعاملين به يرفضون خلط الدين بالعمل وطالب وائل إبراهيم، نقيب المرشدين السياحيين في الأقصر أصحاب الدعوات الرافضة لسياح إيران بأن ينظروا لما أصاب مئات الآلاف من المصريين العاملين بالقطاع السياحي من كساد وأزمات بسبب الأزمة السياحية المتصاعدة. وقال محمد صالح منسق اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية، والتي تضم ألواناً من الطيف السياسي في المدينة إن مصر لا تزال تسمح بالسياحة الإسرائيلية، فكيف ترفض السياحة الإيرانية. ويأتي ترحيب الفعاليات السياحية والسياسية في الأقصر وبعض القوى السياسية في المحافظة بالسياح الإيرانيين في الوقت الذي تتزايد فيه دعوات القوى السلفية الرافضة لدخول السائحين الإيرانيين لمصر، وتهدد بمنعهم من زيارة معالم مصر السياحية، الأمر الذي جعل أجهزة الأمن تزيد من إجراءاتها لتأمين السائحين الإيرانيين خلال جولاتهم في أسوانوالأقصر. كانت مجموعات من السلفيين نظمت تظاهرات مطلع أبريل الماضي، أمام مقر القائم بالأعمال الإيراني، مجتبي أماني، احتجاجاً على وصول سائحين إيرانيين إلى مصر، خوفاً من أن يكون التقارب بين مصر وإيران ستارا لتغلغل المذهب الشيعي، حسب قولهم. وفي أعقاب ذلك أعلن هشام زعزوع، وزير السياحة، وقف الرحلات السياحية للإيرانيين حتى يونيو الجاري.
