بدأ الفوج الثاني من السياح الإيرانيين جولته السياحية في مدينة الأقصر بعد عصر اليوم الأحد بزيارة لمعابد الكرنك الفرعونية، حيث حرص السياح الإيرانيون على التقاط الصور التذكارية وسط المعالم الأثرية، وتصوير وتدوين ما يسمعون من شرح لتاريخ مصر القديمة . وجرت زيارة الفوج الثاني من سياح إيران للأقصر وسط إجراءات أمن مشددة بعد إعلان القوى السلفية عن رفضها لزيارة الإيرانيين لمصر . ومن جانبها جددت الأوساط السياحية في الأقصر ترحيبها بالسياح الإيرانيين، ومؤكدة قوة إيمان المصريين وعدم تأثرهم بما مر عليهم من ثقافات على مر التاريخ . حيث وصف ثروت عجمي، رئيس غرفة وكالات وشركات السياحة والسفر في الأقصر عودة السياح الإيرانيين إلى الأقصروأسوان بأنه عمل سيساهم بشكل ايجابي في تحقيق مزيد من التعافي للقطاع السياحي في المحافظتين اللتين تعيشان أزمة سياحية متصاعدة . وأكد أن القطاع السياحي المصري والعاملين به يرفضون خلط الدين في العمل السياحي ويرفضون دعوات الرفض للسياح الإيرانيين . وقال وائل إبراهيم نقيب المرشدين السياحيين في الأقصر أن النقابة ترحب بالسياحة الإيرانية ، مشيرا إلى أن الوضع السياحي سيء لأقصى درجة ويحتاج لمزيد من الجهد حتى يعود إلى ما كان عليه قبل الثورة كاشفا عن قيام عديد من الشركات بغلق أبوابها بسبب التراجع في أعداد السياح . وطالب نقيب المرشدين السياحيين في الأقصر أصحاب الدعوات الرافضة لسياح إيران بأن ينظروا لما أصاب مئات الآلاف من المصريين العاملين بالقطاع السياحي من كساد وأزمات بسبب الأزمة السياحية المتصاعدة . وقال محمد صالح منسق اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية - والتي تضم ألوانا من الطيف السياسي في الأقصر - "أننا مازلنا نسمح بالسياحة الإسرائيلية فكيف نرفض السياحة الإيرانية وطالب بالانفتاح على أسواق سياحية جديدة بعد المتغيرات السياسية التي أعقبت ثورة 25 يناير". وقال رئيس النقابة المستقلة للبازارات السياحية في الأقصر ونقيب سائقي عربات الحنطور إن السياحة الإيرانية هي البديل المناسب للسياحة الأوروبية التي تأثرت كثيرا بالإحداث الجارية في مصر . وأضاف بأن السائح الايرانى ثرى للغاية ويمكن إن يساعد في الخروج من حالة الركود السياحي التي تعانى منها البلاد وقالا أن السياحة الإيرانية يمكن أن تكون موازية وبديلة للسياحة الأمريكية حيث أن أعداد السياح الإيرانيين يمكن إن تتجاوز 150 ألف سائح سنويا . ويأتي ترحيب الفعاليات السياحية والسياسية في الأقصر وبعض القوى السياسية في المحافظة بالسياح الإيرانيين في الوقت الذي تتزايد فيه دعوات القوى السلفية الرافضة لدخول السياح الإيرانيين لمصر والتي تهدد بمنعهم من زيارة معالم مصر السياحية ، الأمر الذي جعل أجهزة الشرطة المصرية تزيد من إجراءاتها لتأمين السياح الإيرانيين خلال جولاتهم في أسوانوالأقصر. كانت مجموعة من السلفيين قد قامت بالتظاهر في مطلع في شهر نيسان/ابريل الماضي أمام مقر القائم بالأعمال الإيراني مجتبي أماني احتجاجا على وصول سائحين إيرانيين إلى مصر، خوفا من أن يكون التقارب بين مصر وإيران ستارا لتغلغل المذهب الشيعي. وفي أعقاب ذلك أعلن وزير السياحة المصري هشام زعزوع عن وقف الرحلات السياحية للإيرانيين حتى شهر يونيو الجاري.