بدأت محكمة جنايات القاهرة أمس أولى جلسات محاكمة محمود سيد عيساوى «19 سنة» المتهم بقتل هبة إبراهيم العقاد، ابنة المطربة ليلى غفران، وصديقتها نادين خالد جمال الدين، داخل شقة الأخيرة بحى الندى فى الشيخ زايد، شهدت الجلسة حضورًا إعلاميًا وأمنيًا مكثفًا، وأحاط حرس المحكمة بالقاعة، ومنع رئيس المحكمة التصوير داخلها، وأعطى أوامره بإخلاء القاعة من كاميرات الفيديو والفوتوغرافية.. بينما حضر أهل المتهم وجلسوا بجانب قفص الاتهام، وتمت إحاطتهم برجال الأمن خشية حدوث مصادمات بينهم وبين أهل الضحايا الذين حضروا، وهم ليلى غفران وإبراهيم العقاد والدا الضحية «هبة» ولم يحضر أحد من أسرة الضحية «نادين» أو على عصام الدين «زوج هبه"، وظل والد المتهم يردد داخل القاعة: «حسبى الله ونعم الوكيل.. ابنى برىء وكبش فداء لآخرين». عقدت الجلسة برئاسة المستشار حسن مصطفى عبد الله وعضوية المستشارين أحمد مسعد المليجى وأنور رضوان بحضور محمد عيسى رئيس النيابة الكلية فى الجيزة وأمانة سر أيمن عبد اللطيف. فى الثامنة صباح أمس، توافد الصحفيون ورجال الإعلام من جميع الصحف ووسائل الإعلام المختلفة على قاعة المحكمة، فى الوقت نفسه تواجد عدد كبير من رجال الأمن وحرس المحكمة لتأمين الجلسة، وظل الجميع يترقبون حضور المتهم من محبسه، وحضر فى البداية ابراهيم العقاد والد الضحية «هبة» وقال: «أثق فى عدالة القضاء، وارتاح إلى قراره وقررت السكوت حتى تصل القضية إليه للفصل فيها، ومعاقبة المتهم بأشد عقوبة وهى القصاص، أو تقديم شركائه فى الجريمة إذا كان لديه شركاء، وأشعر أنه القاتل لأن الأدلة كلها تؤكد أنه الفاعل، و90% منها يؤكد ارتكابه الجريمة، وقد اعترف بارتكاب جريمته، ثم عاد وأنكر، رغم العثور على دمه على السكينة وحوائط الشقة، وانتظرت هذا اليوم حتى يتم الكشف عن كل شىء.. ولن أرضى وأشعر بارتياح إلا عندما يعاقب بالإعدام».. وحضرت أسرة المتهم وأكد والده، سيد عيساوى، أن القضية متعلقة بناس كبيرة على حد قوله وأنهم يُصفون حساباتهم مع بعض، وقال: ابنى مظلوم وليس الوحيد الذى اعترف بقضايا لم يرتكبها، وأنه مجرد كبش فداء لآخرين، وأكد «أن الضباط وعدوا محمود بأنه سيحصل على كشك مقابل اعترافه بجريمة القتل والسرقة وقضاء 6 شهور عقوبة فقط». بينما قالت والدته إنها زارته الخميس الماضى واستمرت الزيارة 25 دقيقة فقط، وكان معها شقيقه محمد، وأكد لهما محمود وقتها أنه لا يتعرض لأى أذى أو مضايقات كما كان يتعرض له قبل ترحيله إلى السجن. وفى الساعة العاشرة، أمر رئيس المحكمة بإخلاء القاعة من كاميرات التصوير، بعدها ب 15 دقيقة حضر المتهم محمود وسط حراسة أمنية مشددة، وتم إيداعه وأمينى شرطة لحراسته داخل قفص الاتهام، والتفت أسرته حول القفص فى محاولة للحديث معه، بينما منعهم الحرس داخل القاعة، وجلست الأم تبكى بشدة، وهى تشير إلى ابنها بأنها تفتقده بشدة، ووقف المتهم داخل القفص وفى يديه «علبة سجائر ومناديل ورقية» ووضع فوق رأسه «كاب أبيض» لإخفاء وجهه من كاميرات التصوير، وظل والده يردد «حسبى الله ونعم الوكيل"، وقبل بداية الجلسة بدقائق حضرت ليلى غفران والدة الضحية «هبة"، وزوجها مراد، وجلسا فى الصفوف الأمامية، ينتظران البدء فى المحاكمة.. وفى الحادية عشرة بدأت الجلسة، وأثبت القاضى حضور المتهم والمحامين، وتلا محمد عيسى رئيس النيابة قرار الإحالة الذى تضمن توجيه تهمة القتل العمد للضحيتين هبة ونادين المقترن بتهمة السرقة وحيازة سلاح أبيض «سكين» دون ترخيص، وقالت النيابة إن المتهم توجه إلى مكان الواقعة بغرض السرقة، وعندما شعرت به الضحية نادين انهال عليها بالطعنات حتى أودى بحياتها ثم انهال بالطعنات على الضحية هبة حتى فارقت الحياة قاصدًا قتلهما، ثم قام بسرقة مبلغ نقدى وهاتفى محمول وفر هاربا. واجهت المحكمة المتهم بقرار الإحالة، وسأله القاضى عما إذا كان ارتكب الجريمة أم لا؟ فنفى المتهم، وقال إنه لا يعرف أى شىء عن الواقعة، وأنه لم يقتل الضحيتين، ولم يسرق ولم يحرز أسلحة بيضاء دون ترخيص.. وطلب عصام شيحة، محامى والد الضحية «نادين» الاستماع إلى شهادة موكله، واستدعاء مأمور اتحاد ملاك قرية الندى محل الحادث لسماع أقواله، كما طلب تعديل القيد والوصف فى الاتهام من القتل العمد المقترن بالسرقة إلى القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتقدم حسن أبوالعينين، محامى ليلى غفران والدة الضحية هبة، بمذكرة طلب فيها الاستماع إلى شهادة مهندس مقيم بالشقة المجاورة للضحية، وضم البلاغين اللذين تلقتهما وحدتى الإسعاف والنجدة من زوج الضحية على عصام الدين، وضم الشريط المسجل عليه حديث تليفزيونى تم بين اللواء أحمد عبدالعال، مدير مباحث أمن 6 أكتوبر وخالد جمال الدين والد المجنى عليها نادين فى برنامج «البيت بيتك". كما طلب الاستماع إلى أقوال بعض أصدقاء الضحيتين، وادعى بالحق المدنى ضد رئيس مجلس إدارة اتحاد ملاك حى الندى محل الواقعة للتقصير والإخلال بأمن الحى، الذى ساهم فى ارتكاب الواقعة.. وطلب دفاع على عصام الدين، زوج الضحية هبة، الادعاء بالحق المدنى ضد ليلى غفران والدتها لتقدمها ببلاغ كاذب ضد موكله، وطلب 5001 جنيه على سبيل التعويض المدنى المؤقت، كما ادعى أيضا ضد رئيس مجلس إدارة حى الندى بصفته.. ووقعت مشادة بين المحامين حسمها رئيس المحكمة بقوله: «من يرد التحدث لا يقاطع زميله، وعليه أن يوجه كلامه لى فقط» وطلب منهم عدم مقاطعة بعضهم أثناء الحديث لأن هذه هى أصول المرافعات. وطلب دفاع المتهم التصريح باستخراج صورة من تقرير الصفة التشريحية والطب الشرعى، وعرض القرص المدمج المسجل عليه المعاينة التصويرية للجريمة، الخاصة بالنيابة العامة والحصول على نسخة منها، وضم التسجيلات التليفزيونية التى أذيعت فى برنامجى «العاشرة مساء والبيت بيتك» وتتضمن حلقات يوم 3 و4 ديسمبر الماضى التى شاركت فيها ليلى غفران وعرض فيها أجزاء من تمثيل المتهم للجريمة والمعاينة التصويرية، واستدعاء العميد جمال عبد البارى، مفتش مباحث أكتوبر. والدكتور أيمن قمر الطبيب الشرعى لسماع أقوالهما، كما طلب الاستعانة بأحد أساتذة الطب النفسى وعرض المعاينة التصويرية عليه لبيان الحالة التى كان عليها المتهم أثناء تمثيله الجريمة وهل كان تحت تأثير أى عقاقير مؤثرة على المخ، وطلب أيضا ضم شاهدى نفى للقضية هم سيد عبدالحفيظ عيساوى، والد المتهم، ومحمد المسلمانى، مدير أمن قرية الندى.. بعدها قرر القاضى رفع الجلسة وخرجت ليلى غفران من القاعة، وقالت: «فوجئت اليوم بطلبات دفاع زوج ابنتى الذى لم يحضر الجلسة، والذى اتهمنى بتقديم بلاغ كاذب ضده بدلا من أن يحضر ليطمئن على سير القضية». لقطات من الجلسة ■ تقدم محامٍ يدعى أحمد الخطيب إلى رئيس المحكمة بطلب مدعيًا بالحق المدنى عن نفسه ضد ليلى غفران، والدة الضحية هبة، وخالد جمال الدين، والد الضحية نادين، لإهمالهما فى تربية الضحيتين وتركهما تعيشان داخل شقة بمفردهما، على حد قوله. ■ بكى المتهم داخل قفص الاتهام أثناء سؤال القاضى عن ارتكابه الجريمة، ولاحظ رئيس المحكمة أن صوته منخفض، فطلب منه رفع صوته بالإجابة. ■ ظل والد المتهم يردد "حسبى الله ونعم الوكيل" منذ دخوله القاعة فى الثامنة صباحًا حتى انتهاء الجلسة ثم سجل حوارات مع بعض الفضائيات. ■ قبل بدء الجلسة بدقائق اقترب أحمد جمعة، محامى المتهم، من قفص الاتهام ونبه على المتهم 3 مرات بصوت عالٍ بألا يتراجع عن أقواله. ■ جلست ليلى غفران فى الصفوف الأمامية بين طليقها إبراهيم العقاد، والد الضحية هبة، وزوجها الحالى مراد أبو العينين. ■ مصورو الصحف والفضائيات جلسوا أمام قاعة المحكمة وانتظروا خروج الصحفيين وأسر الضحيتين والمتهم لإجراء حوارات معهم. ■ وقف والد المتهم فى وسط القاعة يصرخ: لماذا لم يسأل زوج الضحية هبة زوجته التى ظلت على قيد الحياة 6 ساعات عن القاتل. ■ المتهمون فى القضايا الأخرى تابعوا القضية والتزموا الصمت داخل القفص وجلسوا بعيداً عن المتهم خوفا من تصويرهم.