قال الرئيس حسنى مبارك إنه لولا الحروب المتتالية التى خاضتها مصر دفاعاً عن القضية الفلسطينية طوال 60 عاماً، لكان البلد والشعب اليوم أفضل حالاً بكثير، وأكد استمرار دعم الشعب الفلسطينى، لكن الأولوية ستكون لمصر «أولاً وأبداً وفوق كل اعتبار». وقال الرئيس فى كلمته خلال احتفالات عيد الشرطة أمس: «أعى تماماً أن 80 مليون مصرى يتطلعون للعيش الآمن والحياة الكريمة ويتطلعون لحاضر ومستقبل أفضل لهم ولأبنائهم وأحفادهم، ويدركون أن أجيالاً متعاقبة من شعبنا عانت ويلات الحروب وذاقت مراراتها، وأن الانزلاق إلى ما يهدد السلام يبدد تطلعاتهم». واعتبر مبارك أن أزمة غزة كشفت محاولة البعض استغلال العدوان الإسرائيلى لفرض واقع جديد على المنطقة لصالح قوى إقليمية لها أجندتها ومخططاتها، وقال: «لكن مصر لا تخضع للابتزاز ولا تسمح لأحد باستدراجها إلى خطوات غير محسوبة العواقب، وأن لها - أى مصر - جيشاً قوياً قادراً، ولا تنجرف إلى من يقامر بأرواح أبنائه». وأضاف الرئيس أن حرب غزة طرحت تساؤلاً مشروعاً حول ما إذا كان التصعيد يستهدف مصر ودورها، وقال: «بفرض سحب المبادرة العربية وتجميدها، هل البديل هو قطع العلاقات وإغلاق السفارات، أم الحرب إلى آخر جندى مصرى وابتزاز مصر واستدراجها وتوريطها»، وتابع: «المقاومة ليست شعارات تستخف بأرواح الشهداء وتتاجر بدماء الجرحى، فيما وقف المحرضون على القتال مكتوفى الأيدى، وعلينا أن نتذكر كيف استدرجت مصر إلى حرب وهزيمة 1967». وفيما يخص ما روجته إسرائيل عن التهريب والأنفاق على الحدود، قال مبارك إن تهريب البضائع كان نتيجة للحصار، والاتفاق الأمريكى الإسرائيلى لا يلزمنا فى شىء، فنحن قادرون على تأمين حدودنا ولن نقبل تواجد مراقبين أجانب، ونتمسك بأن تبتعد أى ترتيبات إسرائيلية عن أرض مصر وسمائها ومياهها.