أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «حزب الله» اللبناني وقوات الحرس الجمهوري الخاصة السورية أرسلا تعزيزات إلى مدينة القصير وسط سوريا، في محاولة للسيطرة على آخر معاقل المقاتلين المعارضين فيها. ونقل راديو «سوا» الأمريكي ليل الأربعاء، عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن الاستعدادات تظهر أن القوات السورية مدعومة من عناصر حزب الله تحضر لعملية على نطاق واسع، مشيرا إلى تعرض المدينة للقصف بالطيران الحربي الذي نفذ ما لا يقل عن خمس غارات جوية. وأوضح عبد الرحمن أن الغارات تركزت على شمال المدينة وغربها حيث يتحصن المقاتلون المعارضون، مشيرا إلى أن «مقاتلين لبنانيين سنة» يشاركون في المعارك إلى جانب مقاتلي المعارضة السورية، معتبرا أن ما يجري في المدينة «يأخذ طابعا مذهبيا أكثر فأكثر». ورأى أنه «في حال سقوط القصير في يد النظام، فهذا سيشكل ضربة قاسية للمقاتلين المعارضين لأن الحدود اللبنانية التي يستخدمونها لتمرير السلاح، ستصبح مغلقة في وجههم». وتعد مدينة القصير نقطة إستراتيجية في وسط سورية لكونها صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري، وأحد آخر معاقل المعارضين في حمص، وتقع على مقربة من الحدود اللبنانية. من ناحية أخرى، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 141 شخصا برصاص قوات النظام السوري الرئيس بشار الأسد في عموم البلاد الأربعاء. وأشارت إلى أن 18 شخصا من أفراد الجيش الحر قتلوا بقصف من جيش النظام على جبل النوبة بريف اللاذقية. وفي المقابل، قال ناشطون إن جبهة النصرة فجرت عن بعد سيارة ملغومة في حاجزين عسكريين للنظام، وأسفر التفجير عن تدمير الحاجزين، وأضاف الناشطون أن جيش النظام رد بشن غارات بطائرات الميغ على المدينة مما أوقع عددا من القتلى ودمر العديد من المنازل. وحسب لجان التنسيق المحلية، فإن اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي دارت على أطراف طريق مطار دمشق الدولي، فيما قصفت قوات النظام المنطقة الصناعية في حي القابون بدمشق، كما استهدف القصف منطقتي ربيعة وسلمى وبلدة كنسبا بمنطقة الحفة بريف اللاذقية، بينما شهدت مناطق جبل التركمان اشتباكات بين الجيشين، وقال الحر إنه تصدى لمحاولات اقتحام مناطق بجبل التركمان. وأفاد مجلس قيادة الثورة بدمشق بوقوع اشتباكات عنيفة بين عناصر من الجيش الحر وقوات النظام في العسالي، وفي حي جورة الشريباتي بالقدم، بالتزامن مع استهداف قوات النظام لمنازل المدنيين بالرشاشات المتوسطة ومضادات الطيران. وقد شمل القصف معظم المدن والمحافظات السورية، ومن أبرز ما شمله دمشق وريفها وحلب وريفها، وحمص واللاذقية ودرعا ودير الزور وريف الحسكة والرقة.