كشف تقرير أمريكى أعده المفتش العام الخاص لإعادة أعمار العراق، ستيوارت بوين أمس، عن أن عددًا من العوامل منها سوء التخطيط والإهمال والفساد من الأسباب التى نهشت برامج إعادة إعمار العراق وأهدرت مليارات الدولارات من أموال دافعى الضرائب الأمريكيين. وجاء فى التقرير أن المشروعات التمهيدية الضخمة لإعادة بناء العراق تميزت بالإهدار والإخفاقات الناجمة عن «التخطيط الأعمى والمفكك» الذى استبق غزو العراق فضلا عن تدهور الأوضاع الأمنية، وتساءل بوين الذى تخوله سلطاته القضائية الإشراف على الأموال التى خصصها الكونجرس الأمريكى وقدرها 50 مليار دولار لإعمار العراق: «لماذا بدأ تنفيذ مهام إعادة الإعمار بكثافة فى غمار أجواء أمنية غير مستقرة؟» ولفت التقرير إلى أن الحكومة الأمريكية «لم تكن مستعدة أو حتى قادرة على التجاوب مع المتطلبات المتغيرة على الدوام، لتأمين استقرار العراق»، وانتقد التقرير مبادرة الحكومة الأمريكية فى بدء مشروعات الإعمار رغم «عدم تأسيسها لبنى تحتية أو امتلاكها الموارد الضرورية لتنفيذ تلك المهام التى بدأتها فى منتصف عام 2003». وأشار التقرير إلى إدانة قرابة 35 شخصاً بتهم سوء الإدارة فى البرنامج الأمريكى لإعادة إعمار العراق إلى جانب 154 تحقيقا مفتوحا فى مزاعم رشاوى وتضارب مصالح وتقديم أدوات معطوبة والتلاعب فى مناقصات. وتزامن التقرير مع أجواء أمنية يسودها الهدوء النسبى فى العراق بعد الإقبال على المشاركة فى انتخابات مجالس المحافظات فى خطوة تعنى قطع العراق أشواطاً واسعة نحو المصالحة السياسية وتحسن أداء قوات الأمن العراقى. وفى الوقت الذى أظهرت فيه نتائج أولية غير رسمية أمس تقدم قائمة رئيس الحكومة العراقية، نورى المالكى، فى الفرز الأولى للأصوات التى جرت فى 14 مدينة، أشاد عدد من الدول الغربية بالانتخابات، ووصفته بأنها «نجاح للديمقراطية الجديدة فى البلاد بعد عقود من حكم صدام حسين الديكتاتورى». ووصف الرئيس الأمريكى باراك أوباما الانتخابات بأنها «خطوة مهمة إلى الأمام» بالنسبة إلى مستقبل العراق.