طقطوقة تركية شهيرة تذكرتها على الفور عندما طقطق دماغ أردوجان فلقن شيمون بيريز درسًا قاسيًا، وأركبه على مرجيحة الخجل العالمى فى منتدى دافوس.. أردوجان منذ بداياته السياسة الأولى يتبع سياسة الخطوة خطوة فى حكمة بالغة.. أنا عرفته من حكايات الأتراك عنه عندما كنت أتجول فى شوارع إسطنبول الخلفية وفى الحوارى والأزقة.. يطلقون على أردوجان لقب الإمام بيكنباور.. ويقولون إنه كان صورة طبق الأصل من لاعب الكرة الألمانى الشهير فرانز بيكنباور.. ولماذا كانوا يطلقون عليه صفة الإمام؟!.. لأنه كان يؤدى فروضه الدينية بانتظام.. وماذا حدث له بعد ذلك؟.. أصبح عمدة إسطنبول فانتصر للفقراء وحارب عصابات الانتهازية فصعد نجمه أكثر وأصبح رئيسًا لوزراء البلاد.. ونجح حزب العدالة والتنمية الذى يترأسه فى تحقيق المعادلة الصعبة فى السعى لتقديم نموذج حكومة فى العالم الإسلامى تحوز قبول القوى العالمية.. الطريف أن الكتلة الإسلامية فى المجتمع التركى تمثل خمسة وعشرين مليون نسمة فقط من مجموع سبعين مليون نسمة يدينون بالعلمانية التى دعا إليها كمال أتاتورك.. ومع ذلك يتوازن المشهد السياسى فى تركيا بين المسلمين والعلمانيين بفضل عقلية الحكومة التى تسعى مع الجميع نحو هدف واحد وهو نهضة بلادهم واللحاق بالقطار الأوروبى اقتصاديا وتكنولوجيا وحضاريا.. سؤال: ما هى المكاسب السياسية التى تعود على تركيا نتيجة موقف أردوجان؟.. وهل هى مغازلة للعالم العربى والإسلامى بعد أن فشلت جهود الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى؟!.. هل تركيا الآن تفكر مثل إيران بأن تكون زعيمة الدول الإسلامية؟.. أشك كثيرًا.. إذن لماذا فعل ذلك؟!.. طبعًا ليس لأسباب إنسانية بحتة فقط.. هذا كلام لا تعرفه السياسة.. أغلب الظن أن الانفتاح على الدول العربية سياسيًا سوف يسهم فى فتح أسواق جديدة للمنتجات التركية كالسيارات والملابس وخلافه.. وما المانع؟.. فى الاقتصاد وفى السياسة دائمًا وأبدًا المصالح تتصالح.. ومن الحكمة أن تبادر الدول العربية بالدخول فى شراكة سياسية واقتصادية مع تركيا.. وهنا أتمنى مبادرة جريئة من جامعة الدول العربية بضم تركيا إلى عضوية الجامعة ولو كعضو مراقب أو تحت أى صيغة مناسبة تفكر فيها جماعة بيت العرب.. ليتنا نفعل ذلك ولا نكتفى من تركيا بالقوة وأكل اليمك والتحلية بالدندورمة.. ليتها تصبح شريكا فى المطبخ السياسى العربى. [email protected]