نشر الكاتب الكبير جهاد الخازن فى مقاله اليومى فى «الحياة» يوم الاثنين الماضى أنه اعتذر عن دعوة للاشتراك فى اليوم العالمى لتذكر محرقة اليهود، والذى قررته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2005 ليكون 27 يناير من كل عام. وقال جهاد الخازن الأستاذ والمعلم الصحفى فى هذا المقال: «ليست لدى مشكلة مع المحرقة النازية، فقد كتبت دائماً فى هذه الزاوية أن ستة ملايين يهودى قضوا فعلاً فى معسكرات الاعتقال النازية، وانتقدت الكاتب التحريضى دافيد إرفنج والمدافعين عنه، ووبخت الكتاب العرب والمسلمين الذين ينكرون المحرقة، كأننا نحن الذين قتلنا اليهود، فى حين أن الغرب المسيحى ارتكب بحقهم جريمتين، فهو أولاً قتلهم، ثم لم يطق أن يرى الناجين فى وسطه مما يذكره بجريمته، فكان أن أرسلهم إلى بلاد مسكونة لها عمق عربى وإسلامى، فرفضهم أهلها، وقامت حروب، ولا يزال اليهود يدفعون معنا ثمن الجريمة الأوروبية». واستطرد الخازن: «هناك أمر أعتبره غريباً جداً، ولا أملك تفسيراً له، وهو كيف أن الناجين من المحرقة والمتحدرين منهم أنشأوا الدولة النازية الوحيدة فى العالم اليوم، حتى إن استطلاعاً أخيراً للرأى العام فى إسرائيل أظهر تأييداً عالمياً للحملة على قطاع غزة على رغم ثمنها من دماء الأبرياء بحجة صواريخ حماس»، وقال «مع ذلك لم أفقد الأمل بالسلام يوماً بين الفلسطينيين وإسرائيل، فبعض أفضل المدافعين عن حقوق الفلسطينيين حول العالم هم من اليهود». أجاب شارلى شابلن (1889 - 1977) عام 1947 على ما يعتبره جهاد الخازن أمراً غريباً جداً عام 2009، ولا يملك تفسيراً له، ففى ذلك العام الذى صدر فيه قرار الأممالمتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولة لليهود وأخرى للعرب، وتم ذلك فى إطار تقسيم أوروبا وألمانيا وبرلين والهند وفيتنام وكوريا بعد الحرب العالمية الثانية، وموت 50 مليون إنسان وخراب أوروبا واليابان، تجنباً لمزيد من الحروب. وجهت الدعوة إلى شابلن ليحمل الهوية الإسرائيلية رقم واحد فى إسرائيل، فرد برسالة مفتوحة نشرت فى جريدة «فيران تيرو» السويسرية يوم 28 يناير 1947، وقال فيها أعلم أن وراء هذه الدعوة ما يقال عن أن جدتى لأمى كانت يهودية، ولكن أن تكون يهودياً أو مسلماً أو مسيحياً بالنسبة لى مثل أن تكون طويل القامة أو قصيرها. وقال شابلن إن إنشاء دولة لليهود بالقوة المسلحة يعنى أن سم العنصرية النازى قد تسلسل من جسد الجلاد إلى الضحية فأصبحت جلاداً بدورها تبحث عن ضحية، ستكون هى الشعب الفلسطينى، وأن فكرة جمع اليهود فى دولة كهذه مثل أن يفكر أحد فى جمع الكاثوليك فى الفاتيكان، وأن إنشاء دولة دينية بعد موت 50 مليون إنسان فى الحرب يعنى أن دماءهم ذهبت هدراً. [email protected]