أشاد خبراء سياسيون بموقف رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوجان وانسحاب من ندوة منتدى دافوس الاقتصادى احتجاجاً على عدم إعطائه الفرصة للرد على الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، منتقدين موقف عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية. وقالوا إن موقف موسى يجسد حالة العالم العربى الذى يعتمد على رد الفعل وتلقى المبادرات من الخارج، مشيرين إلى أن حضور موسى للندوة كان «سوء تقدير» منه للموقف، وانسحاب أردوجان وضعه فى موقف «حرج». وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير الاستراتيجى: إن حضور موسى للندوة وجلوسه على منصة واحدة مع بيريز، يعد «سوء تقدير للموقف»، وكان من «الأفضل أن يتجنب المشاركة فى هذه الجلسة فى هذه الظروف»، مشيراً إلى أن موسى بدا فى «موقف حرج للغاية» رغم أنه عبر عن الموقف العربى بشكل «قوى وحازم». وأوضح أن موسى شعر «بحرج شديد بعد أن ملأ بيريز المكان بالأكاذيب، وظهر الحرج واضحاً لحظة انسحاب أردوجان، فكان فى حالة تردد شديد، فبدا وكأنه متجه للخروج مع رئيس الوزراء التركى، لكن سكرتير عام الأممالمتحدة بان كى مون أمسك بيده وكأنه يحثه على البقاء». وقال الدكتور عمرو الشوبكى، الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، إن موقف موسى «يجسد حالة العالم العربى، وجامعة الدول العربية، التى تعتمد فى تصرفاتها على رد الفعل، حيث نصفق لأردوجان ونتعاطف معه دون أن نقوم بموقف مماثل». وأضاف لم يكن «مهماً» أن ينسحب موسى من الندوة، لكن كان عليه أن يبادر بأن يكون له موقف بدلاً من تلقى مبادرات من الخارج، واصفاً موقف تركيا وأداء أردوجان بأنه «تحول تاريخى»، لأنه «لأول مرة توجد دولة معتدلة وديمقراطية تنتقد إسرائيل، بدلاً من نظم فاشلة وفصائل حنجورية». وتابع أن تركيا «نجحت» فى حل مشكلة الإسلام السياسى، وهى تعطى درساً ورسالة للعالم العربى، بأنه من الممكن أن تكون هناك دولة معتدلة تنتقد إسرائيل، «مشيراً إلى أن موقف تركيا هو انعكاس لنجاحها فى الداخل، فهى تصدر فى شهر ما تصدره مصر فى عام. أشاد الدكتور عبدالمنعم المشاط، رئيس مركز الدراسات السياسية بجامعة القاهرة، بموقف أردوجان، واصفاً مدير الندوة بأنه أمريكى «متحيز» لإسرائيل، قاطع رئيس وزراء تركيا، ولم يعطه الفرصة للرد على الرئيس الإسرائيلى، مشيراً إلى أنه من قواعد إدارة المؤتمرات، المساواة بين المتحدثين. وأضاف إعطاء بيريز فرصة للحديث توازى ضعف المدة التى أعطيت للأطراف الأخرى فى الندوة «نوع من الجور على الآخرين، دون رادع»، مشيراً إلى أن الرئيس الإسرائيلى «انتهز» الفرصة للدفاع عن إسرائيل، مؤكداً ضرورة أن تتعلم الدول العربية من إيران وإسرائيل وتركيا، وهى «دول تمارس السياسة الخارجية كما ينبغى» - على حد قوله.