كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الامريكية ان معلومات المحتجزين فى معتقل جوانتانامو متناثرة بين أفرع الإدارة المختلفة وملفاتهم غير كاملة. وذكرت الصحيفة فى تقرير لها أمس نقلا عن مسؤولين كبار بالإدارة الأمريكية، لم تكشف عن هويتهم، وممثلى ادعاء عسكرى سابقين، أن مسؤولى إدارة الرئيس باراك أوباما وجدوا أن المعلومات الخاصة بالسجناء «متناثرة فى مختلف أفرع الإدارة». ونقلت الصحيفة عن تقرير قدمه للمحكمة داريل فانديفيلد، وهو مدع عسكرى سابق طلب إعفاءه من مهامه، أن الأدلة «متناثرة فى أدراج مكاتب الادعاء وفى حقائب أوراق مليئة بملفات مصنفة بطريقة غير واضحة أو حتى موضوعة على المكاتب بشكل غير منظم». كما اكد مسؤولون من إدارة الرئيس السابق جورج بوش للصحيفة أن الملفات غير كاملة وأن العديد من الوكالات الامنية، بما فيها وكالة الاستخبارات، لديها معلومات حول مختلف الحالات ولكن يتم تبادلها على مضض. بينما صرح متحدث باسم وزارة الدفاع «البنتاجون» بأنه يعتقد أن ملفات كل حالة على حدة «شاملة ومنظمة بشكل جيد». وكان القرار الذى أصدره الرئيس أوباما يوم الخميس الماضى بإغلاق معتقل «جوانتانامو» مع نهاية العام قد أثار جدلا فى الولاياتالمتحدة عما إذا كانت الحكومة تملك أدلة كافية لمقاضاة المعتقلين فى محاكم أمريكية وحول الدول والسجون التى قد تسلم لها المعتقلين لحين إجراء هذه المحاكمات. وفى غضون ذلك، وضعت فرنسا مشروع خطة لقبول دول الاتحاد الأوروبى 60 معتقلا من المحتجزين فى جوانتانامو والبالغ عددهم 245 قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل المقرر اليوم. وقالت مجلة «دير شبيجل» الالمانية ان فرنسا اقترحت ان تقبل دول الاتحاد الاوروبى نحو 60 نزيلا يعتقد أنهم أبرياء ولكنهم قد يتعرضون للملاحقة او التعذيب اذا ما أعيدوا إلى بلادهم. واضافت «دير شبيجل» ان الخطة الفرنسية تقترح ان تقرر كل دولة اوروبية ما اذا كانت تريد قبول لاجئين من «جوانتانامو» والعدد الذى تريد قبوله، كما ينبغى الاتصال بدول غير اعضاء فى الاتحاد الاوروبى مثل النرويج وسويسرا لمعرفة ما اذا كانت تريد قبول نزلاء. وفى الوقت نفسه، أعلنت اليمن انها تتوقع عودة 94 يمنيا من السجناء المحتجزين فى جوانتانامو، متعهدة بالعمل من اجل التأكد من عدم عودتهم إلى صفوف المتشددين الاسلاميين، وذلك بعدما ظهر يمنيان اطلق سراحهما فى وقت سابق من جوانتانامو فى شريط فيديو لتنظيم القاعدة ليقولا إنهما اصبحا قادة بالتنظيم فى اليمن. جاء ذلك فى الوقت الذى أعربت فيه باكستان عن قلقها البالغ إزاء الغارتين الصاروخيتين الأمريكيتين اللتين أسفرتا عن مقتل 22 شخصا أمس الاول فى المنطقة القبلية الباكستانية المضطربة على الحدود مع أفغانستان، فيما يعد اول هجوم منذ تولى اوباما السلطة. وطالب متحدث باسم الخارجية الباكستانية اوباما بوقف الغارات الامريكية، قائلا «مع مجئ الإدارة الأمريكيةالجديدة، لدى باكستان أمل حقيقى فى أن تراجع الولاياتالمتحدة سياستها وتتبنى منهجا أكثر شمولية وتكاملا إزاء التعامل مع قضية الإرهاب والتطرف». ومن جهة أخرى، أبدى أكثر من ثلثى الشعب الأمريكى رضاهم عن أداء أوباما لمهامه الرئاسية خلال الأيام الأولى من دخوله البيت الأبيض. وأظهر استطلاع للرأى أجراه معهد «جالوب» أن 68 % من الأمريكيين راضون عن كيفية إدارة الرئيس الجديد لمهامه، مقابل 12 فى المائة من يخالفون هذا الرأى.