كشف ديموس بتروبوليس، مدير المنظمة البحرية الدولية، عن وجود تنظيمات إرهابية دولية تقف وراء هجمات القرصنة التى تقع أمام السواحل الصومالية وفى خليج عدن. وقال متروبوليس فى كلمته أمام «ندوة القرصنة البحرية وسبل مواجهتها»، التى نظمتها «الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى» أمس: إن هذا الأمر تم التوصل إليه من خلال تحليل التقارير التى وصلت إلى المنظمة البحرية الدولية حول حوادث القرصنة فى الصومال، مشيراً إلى التطور الذى حدث فى طبيعة هجمات القراصنة من مجرد عمل عصابات تسعى لمجرد السطو على معدات أو أدوات من السفن، إلى خطف سفن كاملة. وقال: هذا يؤكد وجود تنظيمات إرهابية عالمية تخطط جيداً لهذه الحوادث، كما أنها تملك أسلحة متطورة وهم مدربون على تكتيكات تساعدهم فى سرعة خطف السفن، ويملكون أجهزة حديثة للرصد وتتبع السفن وزوارق سريعة. وأوضح بتروبوليس أن التقارير التى وصلت المنظمة تشير إلى أن أى حادث هجوم على سفينة من قبل القراصنة لا يستغرق أكثر من ربع الساعة. ولفت إلى أن القراصنة الصوماليين يتركزون حالياً فى إحدى قرى صيد الأسماك هناك. وأوضح بتروبوليس أن ظاهرة القرصنة ترتبط بضعف الحكومات والاضطرابات فى كثير من الدول، خاصة فى الصومال ومنطقة خليج عدن، وقال: المنظمة البحرية الدولية عليها دور يجب أن تلعبه لمكافحة الظاهرة. ولفت إلى التطور الذى حدث فى التقنيات التى يستخدمها القراصنة فى تنفيذ هجماتهم على السفن. وأوضح: أن منظمته حرصت على دراسة الظاهرة بصورة متعمقة وإعداد الإرشادات فيما يتعلق بطرق مجابهة هجمات القراصنة، إضافة إلى أن هناك حاجة ملحة إلى إصدار التشريعات القومية لدعم ما تفعله المنظمة لمواجهة «القرصنة». وأكد بتروبوليس أهمية الإحصاءات السنوية والتقارير التى ترفع من قبل مختلف الدول للمنظمة، حول حوادث القرصنة التى تقع، واستكشاف مظاهرها، خاصة فى منطقة بحر الصين وخليج عدن. وقال إن عام 2000 شهد حوالى 771 حادثة قرصنة فى مختلف المناطق، كان من بينها 112 حادثة قرصنة وقعت فى منطقة مضيق «ملقا» جنوب شرق آسيا، ومنطقة بحر الصين الجنوبى. ولكن فى الآونة الأخيرة لاحظنا ارتفاع حوادث القرصنة فى أفريقيا، وبعض المناطق الساخنة الأخرى. وأضاف: لا يكاد يمر يوم إلا يتم إبلاغنا فيه أنه وقعت حادثة قرصنة فى أفريقيا، والتى وصل عددها خلال عام 2008 إلى 135 حادثة. وتابع: إن هناك 600 بحار احتجزوا أو قتلوا على يد القراصنة خلال الفترة الماضية وأشار بتروبوليس إلى تأثير الظاهرة على قناة السويس والخطوط الملاحية المهمة فى العالم. ولفت إلى أنه بعد الترتيبات الأخيرة التى قامت بها بعض دول العالم بإرسال وحدات بحرية عسكرية إلى السواحل الصومالية، انخفضت إلى حد كبير حوادث القرصنة فى المناطق التى تواجد بها دوريات بحرية، وطالب بضرورة التنسيق بين هذه الدول المشاركة فى هذه الترتيبات. وقال: هناك اتجاه دولى لتكثيف الجهود الدولية لمكافحة الظاهرة وأوضح بتروبوليس أن هناك ضرورة لزيادة معدلات الأمن على السفن، وأنه على ملاك السفن تزويدها بجميع المعدات اللازمة لمكافحة القرصنة مثل أجهزة الإنذار المبكر ونظم الكشف المبكر بحيث يتم اكتشاف أى حوادث فى الوقت المناسب. وقال: هناك ضرورة أيضاً لتدريب البحارة العاملين على السفن على طرق المكافحة. وأكد ضرورة حل الأسباب الرئيسية لبروز «القرصنة الصومالية» وعلى رأسها ضرورة وجود حكومة مركزية قادرة على السيطرة على السواحل والمياه الإقليمية للدولة. وأكد المهندس محمد منصور، وزير النقل، فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه اللواء هشام السرساوى، رئيس قطاع النقل البحرى اهتمام مصر بضرورة التصدى لظاهرة القرصنة وفى ضوء اهتمام المجتمع الدولى بوضع أطر فعالة لهذه المواجهة لافتاً إلى أن ازدياد عمليات القرصنة فى خليج عدن ومدخل البحر الأحمر يؤثر على الدخل المصرى مما ينعكس على أمنها القومى. وقال مدير الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، الدكتور محمد فرغلى إن الندوة تؤكد إدراك الأكاديمية لخطورة مشكلة ظاهرة القرصنة والتى باتت تهدد صناعة النقل البحرى تهديداً كاملاً. ودعا المجتمع الدولى إلى اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهتها وحماية السفن إضافة إلى تأمين سلامة الممرات البحرية الدولية خاصة عبر خليج عدن مشيراً إلى أن ما يزيد على 12 فى المائة من إنتاج البترول العالمى يمر عبر هذه المنطقة.
