اتهم ديموس متروبوليس سكرتير عام المنظمة البحرية الدولية المنظمات الارهابية بالوقوف خلف عمليات القرصنة التي انتشرت امام السواحل الصومالية ، وقال ان التقرير الذي ورد للمنظمة توصل الي نتيجة حاسمة وهي ان هناك منظمات ارهابية تعمل في مجال القرصنة البحرية، من خلال تغيير في طبيعة هجمات القراصنة من سرقة بعض المعدات الي حوادث اختطاف كاملة للسفن والمطالبة بفدية تصل الي مبالغ مالية كبيرة جدا في العديد من الحالات. ونوه الي وجود تنظيمات ارهابية عالمية تخطط جيدا لهذه الحوادث كما أنها تملك أسلحة متطورة ومدربون علي تكتيكات تساعدهم في سرعة خطف السفن ويملكون أجهزة حديثة للرصد وتتبع السفن. وأوضح متروبوليس في ندوة "القرصنة.. التحديات والمواجهة" التي نظمتها امس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بالاسكندرية أن التقارير التي وصلت المنظمة تشير الي أن أي حادثة هجوم علي سفينة من قبل القراصنة لا تستغرق أكثر من ربع الساعة لافتا الي أن القراصنة الصوماليين يتركزون حاليا في إحدي قري صيد الأسماك في الصومال. وأكد وجود قلق دولي من انتشار ظاهرة القرصنة أمام السواحل الصومالية وتأثيرها الضار علي التجارة العالمية مشيرا الي بروزها أمام السواحل الصومالية وتأثير هجمات القراصنة وتهديدها لأرواح العاملين في المجال البحري. واضاف أن ظاهرة القرصنة ترتبط بضعف الحكومات والاضطرابات في كثير من الدول خاصة في الصومال ومنطقة خليج عدن مبينا ان هناك تطوراً حدث في التقنيات التي يستخدمها القراصنة في تنفيذ هجماتهم علي السفن. وقال متروبوليس إن المنظمة حرصت علي دراسة الظاهرة بصورة متعمقة وإعداد الارشادات فيما يتعلق بطرق مجابهة هجمات القراصنة إضافة الي أن هناك حاجة ملحة الي إصدار التشريعات القومية لدعم ما تفعله المنظمة لمواجهة "القرصنة". ولفت الي أهمية الاحصاءات السنوية والتقارير التي ترفع من قبل مختلف الدول للمنظمة حول حوادث القرصنة واستكشاف مظاهرها خاصة في منطقة بحر الصين وخليج عدن. وكشف عن ان عام 2000 شهد حوالي 771 حادثة قرصنة في مختلف المناطق كان من بينها 112 حادثة قرصنة وقعت في منطقة مضيق "ملقا" جنوب شرق آسيا ومنطقة بحر الصين الجنوبي. وأضاف "لا يكاد يمر يوم إلا ويتم ابلاغنا بوقوع حادثة قرصنة في أفريقيا والتي وصل عددها خلال عام 2008 إلي 135 حادثة كما ان هناك 600 بحار احتجزوا أو قتلوا علي يد القراصنة". وأشار متروبوليس إلي تأثير الظاهرة علي قناة السويس والخطوط الملاحية المهمة في العالم مؤكدا اهمية الترتيبات الأخيرة التي قامت بها بعض دول العالم بارسال وحدات بحرية عسكرية الي السواحل الصومالية في انخفاض حوادث القرصنة. واشار الي ضرورة زيادة معدلات الأمن علي السفن وتزويدها بكافة المعدات اللازمة لمكافحة القرصنة مثل أجهزة الانذار المبكر ونظم الكشف بحيث يتم اكتشاف أية حوادث قرصنة في الوقت المناسب. ورأي ضرورة حل الأسباب الرئيسية لبروز ظاهرة القرصنة أمام السواحل الصومالية وعلي رأسها ضرورة وجود حكومة مركزية قادرة علي السيطرة علي السواحل والمياه الاقليمية الصومالية. من جانبه اكد وزير النقل المهندس محمد منصور ضرورة تصدي المجتمع الدولي لظاهرة القرصنة البحرية منوها الي التداعيات المختلفة من النواحي الاقتصادية والمادية والبشرية والبيئية جراء هذه الظاهرة .مشيرا الي ان ازدياد عمليات القرصنة في البحر الاحمر يؤثر علي الامن القومي لدول الاقليم ومنها مصر. واوضح في كلمته التي القاها نيابة عنه رئيس قطاع النقل البحري الدكتور هشام السرساوي ان الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ومع ازدياد ظاهرة القرصنة البحرية تبذل جهوداً كبيرة لدعم التحركات الدولية والمنظمة البحرية الدولية للقضاء علي تلك الظاهرة. من جانبه قال اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية ان ما يقوم به القراصنة يمثل تهديدا لحركة الملاحة البحرية وخاصة قناة السويس، بما يؤثر سلبا علي الاقتصاد العالمي، لانه يدفع الكثير من السفن الي تجنب المرور بالبحر الاحمر وقناة السويس، واستبدالهما بطريق رأس الرجاء الصالح.