تمسكت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى، أمس، بضرورة وقف تهريب الأسلحة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فى قطاع غزة، كشرط لإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، وأكدت أن وقف إطلاق النار لايزال فى طور الاختبار، لكنها ذكرت أيضا أن هناك «تفاهما» أوروربيا-إسرائيلياً حول منع تهريب الأسلحة، دون أن تحدد طبيعة هذا التفاهم، وبينما تحدثت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبى عن حصولها «على ضمانات واضحة» من إسرائيل بأنها ستسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، شكك وزير الخارجية الفرنسى فى ذلك قائلا «سوف نرى غدا». وصرح وزير الخارجية التشيكى كاريل شوارزنبيرج، عقب اجتماع ليفنى ونظرائها الأوربيين فى بروكسل، بأنها أعطت ضمانات واضحة لأن تقوم إسرائيل بكل ما يمكنها القيام به لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وهو ما شكك فيه وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير، قائلا إن جميع وزراء الاتحاد طلبوا «بصوت واحد من ليفنى فتح أبواب» قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلى، موضحاً أن «ليفنى ردت بأنها فوجئت» واكتفت بالقول «إنه نعم سوف تمر المساعدة الإنسانية». وأكدت ليفنى، خلال الاجتماع، ما وصفته ب «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها.. ليس فقط من إطلاق الصواريخ بل وفيما يتعلق بتهريب الأسلحة»، وركزت فى هذا الصدد على الحاجة «لوقف تسليح حماس من قبل إيران عبر الأراضى المصرية»، مضيفة أن «إسرائيل تتمسك بحق التحرك عسكريا ضد الأنفاق»، على حد قولها. كان الاتحاد الأوروبى، الذى نشر فريق مراقبة صغيراً عند معبر رفح فى الفترة بين 2005 – 2007، دعا لعقد هذه المحادثات من أجل تأمين إعادة فتح المعابر الحدودية مع قطاع غزة، وإحياء عملية السلام المتعثرة فى الشرق الأوسط، وانسحب المراقبون الأوروبيون من رفح بعد سيطرة حركة «حماس» بالقوة على القطاع فى يونيو 2007، فى حين بقى نحو 40 مراقبا أوروبيا فى مدينة عسقلان، جنوبى إسرائيل، جاهزون لإعادة الانتشار مجددا. وعقب الاجتماع، صرحت ليفنى للصحفيين بأن عملية وقف إطلاق النار «لاتزال فى فترة اختبار»، رافضة من جديد إجراء محادثات مباشرة مع حركة «حماس»، وهى النقطة التى كانت مثار خلاف بين عدد من أعضاء الاتحاد الأوروبى قبل الاجتماع، فبينما رأى وزير الخارجية الفنلندى ألكسندر ستوب أنه «ليس هناك إمكانية للتوصل إلى سلام دائم دون جلوس الجميع على مائدة مفاوضات واحدة.. وليس هناك حلا بدون حماس»، اعتبر كارل شوارزنبرج، وزير الخارجية التشيكى، أنه لا يجب إجراء أى اتصالات مع «حماس» حتى تتخلى عما وصفه «الإرهاب». وبينما كانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية فى مقر الاتحاد الأوروبى فى بروكسل، كان ما لا يقل عن 650 ناشط سلام يحتجون خارج المبنى على زيارة ليفنى، وسط إجراءات أمنية مشددة، سعت خلالها قوات الشرطة إلى إبقائهم بعيدا عن المبنى، وردد المتظاهرون شعار «إسرائيل مجرمة»، و«ليفنى مجرمة حرب»، و«أوروبا استيقظى»، كما رفعوا الأعلام الفلسطينية، وبينما علق متحدث باسم الشرطة بقوله إن «المظاهرة غير مرخصة.. لكن المتظاهرين تصرفوا بشكل لائق، وبالتالى تم التساهل معهم»، أفادت أنباء أخرى بأن الشرطة اعتقلت عددا من المتظاهرين بينهم 3 سيدات محجبات. ميدانياً، استمرت حالة الهدوء الحذر فى جميع أرجاء غزة، فى وقت واصلت فيه الزوارق البحرية الإسرائيلية انتهاكاتها المتقطعة بإطلاق قذائف أسفرت أمس عن إصابة 5 فلسطينيين، وهو ما ردت عليه بعض الفصائل، التابعة لكتائب شهداء الأقصى بالتأكيد فى بيان أنها لن تسكت على جرائم الاحتلال، كما لفظ فلسطينيان 2 أنفاسهما الأخيرة متأثرين بجراح أصيبا بها خلال المعارك، ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى أكثر من 1330. وانضمت بريطانيا إلى قائمة المطالبين بفتح تحقيق دولى حول استخدام الجيش الإسرائيلى لمادة «الفوسفور الأبيض» خلال الحرب فى غزة، بينما صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون بأنه يتوقع أن تقدم له إسرائيل «عاجلا» تفسيرا كاملا لهجماتها على منشآت الأممالمتحدة فى القطاع خلال الحرب.
