مع تصاعد العمليات الحربية فى قطاع غزة، أبدت حماس وإسرائيل اهتماما محدودا نهاية الأسبوع الماضى تجاه الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتعهد الطرفان بمواصلة القتال على الرغم من أن القوات الإسرائيلية تحركت نحو عمق مدينة غزة، وقصفت رفح جوا، فإن حماس رفضت قبول قوات حفظ سلام دولية فى القطاع.وبينما تملأ الصواريخ والقاذفات سماء غزةوجنوب إسرائيل، فإن تصاعد الحرب يطرح تساؤلا ملحا يتعلق بماهية أهداف واستراتيجيات الطرفين لإنهاء الحرب. يتزايد الجدل داخل الرأى العام الإسرائيلى حول نية الجيش الذى أرسل أكبر عدد من القوات البرية لأول مرة إلى قطاع غزة، وهل يهدف ذلك لإعادة احتلال القطاع لمنع تهريب السلاح، أو المضى قدما لإزاحة حماس من الحكم، وحينها يتحول حكم القطاع إلى حركة فتح التى أطاحت بها حماس منذ نحو 18 شهرا. وبالنسبة لحماس، يتضح أن هناك اتجاهاً بأنه فى إطار اتفاق وقف إطلاق النار، ستصبح الحركة قادرة على إعلان نفسها منتصرة فى تحقيق أهدافها بما فيها فتح كل المعابر وإنهاء الحصار الإسرائيلى المفروض على القطاع. وظهرت صعوبة تحقيق أى من تلك الأهداف فى العقبات التى تواجه كل طرف فى التحرك عسكريا مع السعى لقبول وقف إطلاق النار، بحسب ما يرى المحللون، فكل طرف يعلن الإنجازات التى يحققها كل يوم فى أرض المعركة. حيث امتدح رئيس الوزراء الإسرائيلى المستقيل إيهود أولمرت قواته التى حققت أهدافا مهمة ضد من أسماهم «المنظمات الإرهابية» فى غزة، مشددا على أن بلاده ستستمر فى ضغوطها عليهم.وفى المقابل، قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس فى دمشق، إن إسرائيل تكبدت خسائر كبيرة أكثر مما توقعته حيث قتل 13 إسرائيليا بينهم 10جنود، وأضاف بعد لقائه المسؤولين فى القاهرة الأحد الماضى لبحث المبادرة المصرية «إن فصائل المقاومة لا تزال بكامل قوتها، وأنها اتخذت زمام المبادرة بعد يومين من الحرب، وقال «إن العدو فشل ولم يحقق أيا من أهدافه وأنه خفى خسائره الحقيقية ولذا منع الصحفيين من دخول القطاع». وقال مشعل إن حركته لن توافق على أى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، وأحد الاتجاهات القائمة هو اقتراح مصرى فرنسى يشمل إمكانية إرسال مراقبين دوليين وهو ما لم تقبله إسرائيل أو حماس على حد سواء، ورأى مشعل أن أى قوات حفظ سلام دولية سينظر إليها على أنها قوات احتلال، مؤكدا أن حماس لا يمكن أن تقبل تفتيش كل أنفاق غزة من قبل المراقبين الدوليين، موضحا أن الهدف من حرب غزة دعم الشعب الفلسطينى وتأكيد موقفهم السياسى. وقال المستشار السابق للأمن القومى الإسرائيلى الجنرال جيورا إيلاند إن بلاده ربما تتجه لخيار وسط يهدف للسيطرة على جنوب القطاع فى رفح والمدن المحيطة، لمنع تهريب الأسلحة لعدم ثقة الجيش الإسرائيلى فى قدرة مصر لوقف تهريب السلاح، وأكد أنه من الممكن أن تحتل إسرائيل القطاع وتخلق وضعا لا تستطيع حكومة حماس تأدية مهامها خلاله،ولكنه تساءل عن استعداد بلاده لدفع ثمن ذلك، محددا هدفين، الأول: التوصل لاتفاق لوقف الحرب، والثانى والأهم، هو انهيار حماس. ولم تقرر إسرائيل بعد بدء المرحلة الثالثة من العمليات البرية، التوقف عن القتال أو أنها ستستمر فى الحرب التى بدأتها فى 27 ديسمبر الماضي، ولكن حماس واصلت إطلاق الصواريخ على عدة مدن إسرائيلية،ومع ذلك، رفض المسؤولون الإسرائيليون الاعتراف بأنهم قرروا الإطاحة بحماس»، رغم تأكيد مسؤول، لم يذكر اسمه، أن هذا الخيار كان من ضمن خطط عديدة درسها الجيش الإسرائيلى، كما نفى المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مؤخرا نية بلاده إعادة احتلال القطاع، مشيرا إلى تراجع قدرة حماس على إطلاق الصواريخ من 70 صاروخا إلى 20، يوميا منذ بدء الحرب حتى الوقت الحالى. وقالت تسيبى ليفنى، وزيرة الخارجية الإسرائيلية، إن بلادها تقبل أى شىء سوى التوصل إلى أى اتفاق مع حماس ولذا قررت إضعاف قدرة الحركة العسكرية، موضحة أن الحركة لم تعد فى نفس الوضع لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وقالت إننا لن نحاول إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار معها، لأننا نعرف أن مثل هذا الاتفاق لا يستحق ثمن الورق الذى يكتب عليه، وإننا أتحنا فرصا منذ 3 سنوات لفتح محادثات معنا، وقلنا إننا نريد اعترافا بحق إسرائيل فى الوجود وإنهاء إطلاق الصواريخ عليها،ولكن اللغة الوحيدة التى يفهمونها هى العنف».