مع رفع أذان صلاة الجمعة منذ بدء العدوان الإسرائيلى على غزة إلى عنان السماء، ترتفع درجة الاستعداد الأمنى إلى أعلى معدلاتها، تنتشر سيارات الأمن المركزى فى شوارع القاهرة، لترصد المظاهرات التى تخرج عقب انتهاء الصلاة، وعادة ما يرابط عدد من هذه السيارات أمام مساجد بعينها يشم منها الأمن رائحة مظاهرة هنا أو هتافات هناك، وأصبح من المعتاد أن يحيط جنود الأمن المركزى مساجد مثل «النور» فى العباسية، و«الفتح» برمسيس، والخازندارة بشبرا، والجامع الأزهر. فى مواجهة بوابة مسجد الفتح، المطلة على شارع رمسيس، وفى الجهة المقابلة من الشارع، تقبع 3 سيارات أمن مركزى، يقول بعض المصلين: إنها ترابط منذ صلاة الجمعة، التى تلت الهجوم الإسرائيلى على غزة فجر 27 ديسمبر الماضى، مؤكدين أن الجامع شهد قبل صلاة تلك الجمعة، ترتيبات أمنية لم تحدث من قبل. الشيخ عبدالحفيظ المسلمى، أمام مسجد الفتح، قال إن المتظاهرين يختارون الخروج من المسجد عقب صلاة الجمعة، لأن المظاهرات غالباً تحتاج تجمعاً كبيراً يتوفر بعد انتهاء الصلاة التى قال المسلمى إنها تقام داخل المسجد وخارجه وفى الشوارع المحيطة به، لوقوعه فى ميدان كبير يضم محطة القطار الرئيسية التى تدفع بالقادمين إلى القاهرة من كل حدب وصوب. ورغم أن الشيخ المسلمى، كما يقول، تناول فى خطبة الجمعة الأولى لبدء العدوان على غزة، موضوع الهجرة النبوية، التى تصادف حلولها مع الظروف التى يمر بها الفلسطينيون، إلا أنه ينكر أن يكون موضوع الخطبة هو ما شحن المصلين، الذين يقول عنهم إنهم كانوا مشحونين حتى من قبل سماعهم الخطبة. ولا يتذكر الشيخ المسلمى مظاهرة خرجت من مسجد الفتح طوال السنوات الخمس، التى قضاها إماماً للمسجد: «المنطقة مقفولة بحواجز حديدية والأمن بيسيطر على الموقف بسرعة»، غير أنه يعود ليقول: «نادراً ما قامت أو خرجت مظاهرات من الجامع» بعكس الجامع الأزهر الذى يقول إن له تاريخاً حاشداً فى المظاهرات منذ مئات السنين. أما الخازندارة، الذى يحتل موقعاً مهماً من شارع شبرا بمنطقة شبرا مصر فترابط أمامه سيارتان للأمن المركزى معبأتان بالجنود، يقول الشيخ إبراهيم عجلان، كبير أئمة المسجد، إنه فوجئ بانتشار الجنود حول المسجد قبل صلاة الجمعة الأولى بعد العدوان الإسرائيلى على غزة، مضيفاً أن منظر الجنود وهم يحيطون بالمصلين بعد ذلك أصبح مألوفاً بعد أن تكرر انتشارهم مع صلوات الجمعة التالية. ويؤكد الشيخ عجلان، أن المصلين لم يكونوا فى حاجة لكلمات تحمسهم للخروج فى مظاهرة. مسجد النور فى العباسية كان له أيضاً نصيب من حصار قوات الأمن على مدار الأسبوعين الماضيين، حيث تقف ثلاث سيارات فى ساحة الانتظار المواجهة للمسجد الكبير، بينما ترابط سيارتان أخريان فى الجهة المقابلة للمسجد من ناحية شارع لطفى السيد.