مع دخول العملية العسكرية الإسرائيلية يومها ال 19 وتجاوز عدد ضحاياها الفلسطينيين فى قطاع غزة حاجز الألف شهيد، مقابل 13 قتيلا إسرائيليا معلنا عنهم، بينهم 3 مدنيين، تركزت الغارات الإسرائيلية، أمس، على وسط وجنوب القطاع، فيما أفادت الأنباء باستمرار تواجد الدبابات الإسرائيلية فى محيط مدينة غزة وضواحيها، رغم ما تردد أمس الأول عن انسحابها بعد ساعات من وصولها إلى المدينة، وفى الوقت نفسه، أفاد بيان لسرايا القدس، الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى، بأن مقاتليها اشتبكوا مع قوة بحرية خاصة «كوماندوز» كانت تحاول التسلل بمشاركة ضفادع بشرية. وأوضحت أن المقاتلين اكتشفوا محاولة تسلل «الكوماندوز» فجرًا إلى منطقة الشلوط غربى منطقة السوارحة الواقعة غرب مخيم الزوايدة وسط قطاع غزة. وفى تقديرات استندت لبيانات عسكرية، توقعت مصادر إسرائيلية أن الحرب على غزة قد تتوقف بداية الأسبوع المقبل، لرغبة إسرائيل فى عدم استقبال تنصيب الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما، بالحرب المستعرة فى القطاع، وخشية مصادر سياسية من محاولة أوباما القيام بخطوات معينة لإظهار قدرته القيادية، مما قد يحرج إسرائيل. وبحسب مصادر طبية فلسطينية، فإن عدد الشهداء منذ بدء الهجوم الإسرائيلى فى 27 ديسمبر الماضى، تجاوز ال1000، بينهم 292 طفلاً و100 سيدة، فى حين زاد عدد الجرحى على 4500، نصفهم من المدنيين، وبينهم 450 حالة خطرة، وتصاعدت تلك الأعداد خلال الغارات الجوية التى شنتها طائرات الاحتلال فجر وصباح أمس على غزة وخان يونس، فى حين ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن 6 جنود أصيبوا برصاص المقاتلين الفلسطينيين خلال اشتباكات وقعت بينهما حول إحدى البنايات التى احتلها الجنود فى شمال غزة. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلى قد أعلن أن مقاتلاته شنت أمس الأول 60 غارة على أهداف متفرقة فى القطاع، وقال متحدث باسم الجيش للإذاعة الإسرائيلية «إن طائرات من سلاح الجو أغارت على أكثر من 60 هدفا فى قطاع غزة بما فيها حوالى 30 نفقا»، مشيرا إلى أن تلك الغارات استهدفت مواقع لإطلاق القذائف الصاروخية والهاون ومخازن أسلحة، على حد قوله. أما المصادر الفلسطينية فقد أكدت أن من المناطق التى تم استهدافها أيضا مقر البلدية القديم فى غزة، الذى كان يستخدم كقاعة محكمة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أدى إلى تدميره كليا، إضافة إلى ورشة حدادة وسط مدينة غزة، وعدد من منازل وأراض زراعية جنوب حى الزيتون. وواصلت الفصائل الفلسطينية عمليات إطلاق الصواريخ وأعلنت سرايا القدس قصف تجمع للآليات العسكرية الإسرائيلية ومستوطنات ومدن إسرائيلية محاذية للقطاع ب8 صواريخ من طراز «قدس» وقذائف هاون. فى غضون ذلك، نقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن وزير الدفاع إيهود باراك قوله إنه يسعى إلى القبول بتهدئة لمدة أسبوع فى حين يظل الجيش وجنود الاحتياط محتفظين بمواقعهم، الأمر الذى تؤيده وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى شرط عدم الدخول فى مفاوضوات حول تسوية سياسية وأن يتم التلويح برد فعل عنيف على كل صاروخ يتم إطلاقه من القطاع، ويعارضه رئيس الحكومة إيهود أولمرت، الذى يرى أن «الحملة العسكرية على القطاع لم تحقق أهدافها بعد، وأنه يجب مواصلة الضغط العسكرى». ونقلت الصحيفة عن باراك اعتقاده بأن الحملة العسكرية قد حققت أهدافها الأساسية من جهة تعزيز قوة الردع، مضيفا «أن استمرار العملية العسكرية لن يحقق نتائج جديدة، وإنما خسائر محتملة ومزيدًا من الضغط الدولى». وأضافت الصحيفة أن باراك يسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة أسبوع «لأغراض إنسانية» ولإفساح المجال أمام مصر لوضع اتفاق يسمح بإنهاء العملية العسكرية فى القطاع، مقتنعًا بأن استمرار العملية لن يحقق لإسرائيل إنجازات أخرى.