انتقد رجائى عطية، المرشح لمنصب نقيب المحامين ما سماه «اختزال» رسالة المحاماة ونقابة المحامين، قائلا: «ليس هذا وقتا للتسابق على صغائر ولا للمنافسة على ظهور، وإنما هو وقت عصيب يمثل بصدق مفترق طريق يتعين على نبلاء المحاماة أن يعدوا ويذودوا عن المحاماة هجمات التتار». ودعا عطية فى المؤتمر الانتخابى، الذى عقده مساء أمس الأول فى نقابة الصحفين، المشاركين والحضور إلى الوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء الفلسطينيين فى غزة، مشيرًا إلى أنه ليس يومًا للبكاء، لأن حجم المأساة لا يتوقف على الأرواح المحصودة والدماء، إنما هو «الخزى والخزلان العربى»، الذى لم يحرك ساكنًا لرد العدوان. وتحدث عطية عن المشهد القائم للمحاماة، مشيرًا إلى أنها تراجعت تراجعًا مريعًا، مضيفًا: «لم أجئ لدغدغة المشاعر وبيع الأوهام وتسطيح الأمور والوعود، ولكن جئت بآمال كبار، فالمحاماة تصرخ فيكم أن تعود إلى سابق ما كانت عليه». وقال: «لا يستطيع عاشق للمحاماة، إلا وأن تبلغه الحسرات على حال المحاماة». وأوضح أن المحامى يجد حياة بالغة العسر، والنقابة شغلت عن أمر المحاماة والمحامين فى أمور جد صغيرة، «يكفينا دون الخوض فى أحد أن نرى أن العمل المؤسسى فى النقابة غاب ومازال غائبًا». ونبه إلى أن العمل المؤسسى «غاب لأكثر من عامين»، عن النقابة العامة، ليتمكن فرد واحد من مصادرة مواقف مجلس النقابة بأكمله، وينفرد بالقرار والفعل، متسائلاً: «كيف يمكن لفرد أن يلوى أغلبية على أمرها وأن يصادر على العمل المؤسسى إلا إذا كانت الاستعانة قد تمت بقوى خارجية عن النقابة؟!». وقال عطية: «هذا يدل على أن النقابة مسلوبة، وأن الأمور لا تدار لمصلحة المحاماة والمحامين، ولكن لاعتبارات أخرى لا تمت لها بصلة». وأشار إلى أن النقابة لم تعد هى النقابة «المهيبة»، التى تمثل الموئل والملاذ والدار التى تحمى المحاماة والمحامين، مؤكدًا أن الأنباء تتقاطر بأن المحامى يتعرض للصفع والإهانة والركل فى أقسام الشرطة، والصلف الذى يواجهه فى النيابة العامة، كما صار يسلب من العلانية التى تمثل الحصانة الأولى له، وتلزم القاضى الذى يمثل العدل والقانون، فالقاضى يستخف بالمحامى. وقال: «صار واجباً على المحامى أن يناضل كى يحفظ لنفسه كرامته وأن يؤدى مهمته ورسالته». وأضاف: «نحتاج إلى بعث جديد وإطلاق الأرواح والعزائم وشحنات هائلة وسط المحامين ليعودوا للمحاماة»، مطالبًا ب«التكاتف معًا»، بعزم وقوة، لنرد الدماء إلى شرايين المحاماة لننتفع بها ونقابة المحامين. وقال الدكتور محمود السقا، المرشح على قائمة الإخوان المسلمين إن رجائى عطية يعشق ويحب المحاماة، وكأنه خلق من أجلها أو خلقت هى من أجله، يريد لها أن يعلو مقامها وشأنها. وخاطب الحضور بقوله: «كلكم ملتزم بالعمل على إنجاحه بأى طريقة حتى تروا الخير العميم لهذه الدار». وأعلن عصام الإسلامبولى، المحامى بالنقض، عن تأييده لرجائى عطية، قائلاً: «سنقف إلى جانبه حتى تتحرر النقابة ونعيدها إلى ما كانت عليه، أدعوكم إلى أن نقاتل ونجعل الجمعية العمومية تعود لرشدها». وقال الإسلامبولى: «إن نقابة المحامين لم تعد لنا، فالذى يديرها ليس محاميًا وإنما أمن الدولة، وفى كل كبيرة وصغيرة، وعلى كل المستويات».