قال محمد عدوى بحر أبوزيد، وشهرته الشيخ كمال «95 عاماً» من مواليد 8 يونيو 1914، ويقيم فى مدينة العدوة بالمنيا إن قيمة الجنيه اختلفت على مدى 4 عصور، لافتاً إلى تأثر جميع السلع والمعاملات والمهور، وحتى ثمن الصوت الانتخابى، الذى كان يباع فى الستينيات ب«ريال فضة»، أى 20 قرشاً، وصل إلى 50 جنيهاً فى انتخابات الشورى الأخيرة، كما ارتفعت المهور من 15 جنيهاً إلى أكثر من 50 ألف جنيه حالياً، ورطل اللحمة الضانى من 3 قروش إلى 35 جنيهاً، والبتلو من 2.5 قرش إلى 34 جنيهاً. وأضاف الشيخ كمال أن الفقراء فى فترتى الثلاثينيات والأربعينيات كانوا يقولون «لله يا محسنين لله» أى يتسولون، وكانت السرقة عن طريق نقب المنازل منتشرة، موضحاً أن أغنى رجل كان يمتلك فدانين و10 جنيهات، لكنه يسمع حالياً عن أرقام بالملايين، معتبراً أن زمان كان الخير كتير، بينما اليوم لا توجد بركة، موضحاً أن قمع السكر كان ب 3 قروش، وورقة الشاى بقر ش واحد حيث كانا يكفيان المنزل لفترة طويلة، ولم يكن هناك غش فى السلع، لكن الآن الكيلو ب 3 جنيهات، وباكو الشاى بجنيه، والغش منتشر فى السلع، كما أن صندوق السجائر كان سعره 5.2 قرش، لكن الآن ب 3 جنيهات، والقرش كان يشترى 5 بيضات، وفوقهم واحدة مجاملة، بينما وصل سعر البيضة حالياً إلى 80 قرشاً. وتابع الشيخ كمال الذى يحفظ القرآن كاملاً: «زمان كان شراء الخبز المدعم فضيحة وعاراً، ومن يفعل ذلك كان يحاول إخفاء الخبز خوفاً من أن يشاهده الناس، الآن زحام وتوافد على شراء الخبز المدعم، وأضاف حتى عيدية العيد بدأت بقرش، وانتهت من 5 إلى 50 جنيهاً هذا العام، حتى قراءة القرآن فى المآتم بدأت بعشرة قروش، والآن 100 جنيه لليلة الواحدة. وأوضح الشيخ كمال الذى يعانى أمراض الشيخوخة أن قيمة البقرة زمان كانت كبيرة جداً، حيث كانت تنفق على أسرة بأكملها من خلال اللبن والجبن، وحتى الروث الذى كان يتم تصنيعه وقوداً يستخدم فى التدفئة ليلاً، وعندما كانت تموت البقرة كانت الأسرة تقيم العزاء لها لمدة كبيرة وربة المنزل تنعى موتها، وتردد الكلمات التى تحمل الأسى، أما قيمة الأسماك فكانت بالعنقود يزن من 2 إلى 3 كيلو وبقيمة من 3 إلى 4 قروش. وقال الشيخ كمال: رغم حالة التحسن فى الملبس والمأكل والمعيشة لكن مقومات الحياة صعبة، فأنا أحصل على80 جنيهاً معاشاً من التضامن الاجتماعى تعادل 2 كيلو لحمة فقط، أو توقيع الكشف الطبى وثمن الأدوية مرة واحدة فى الشهر.
