واصلت إسرائيل، أمس، شن غاراتها الجوية على قطاع غزة لليوم الثانى على التوالى، لتزيد الضغط على حركة «حماس»، بعد سقوط مئات الشهداء والجرحى فى غارات أمس الأول، فيما يعد أحد أدمى الأيام بالنسبة للفلسطينيين منذ 60 عاماً من الصراع مع إسرائيل، وبينما توعد وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك بتوسيع العمليات فى غزة، مشيراً إلى إمكانية تنفيذ عملية برية فى القطاع «إذا ما اقتضت الضرورة ذلك»، أعلن مسؤول حكومى إسرائيلى فى ختام الاجتماع الأسبوعى للحكومة أن «الحكومة وافقت على استدعاء 6500 من جنود الاحتياط. هذه التعبئة تشمل وحدات القتال ووحدات الدفاع المدنى». من جهته، أعلن وزير الصحة فى الحكومة الفلسطينية المقالة باسم نعيم، ارتفاع عدد ضحايا عمليات «الرصاص المسكوب» العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على القطاع إلى 300 شهيد وأكثر من 900 جريح، بينهم عدد كبير من المدنيين والنساء والأطفال، موضحاً أن 180 من الجرحى فى حالة شديدة الخطورة وأن عدد الشهداء مرشح للزيادة. وبينما اعتبر متحدث باسم الجيش الإسرائيلى أن حركة «حماس» على الرغم من الهجمات المكثفة، التى تعرضت لها مواقعها، فإنها «مازالت قادرة على الرد بكثافة على هذه الهجمات»، واصلت فصائل فلسطينية إطلاق صواريخها على البلدات والمدن الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، وسقط صاروخ فلسطينى للمرة الأولى قرب مدينة أشدود على مسافة أكثر من 30 كم شمال قطاع غزة، وهى أول مرة يقع صاروخ فلسطينى أطلق من غزة على هذا العمق داخل الأراضى الإسرائيلية، إلا أنه لم يسفر عن إصابات. وواصلت الطائرات الإسرائيلية شن غاراتها على أهداف فى قطاع غزة صباح أمس، وقصفت مركز شرطة الحكومة المقالة فى غزة، مما خلف 3 شهداء و10 جرحى على الأقل فضلاً عن تدمير كامل للمقر. كما قصفت الطائرات الإسرائيلية 3 مراكز أمنية فى مدينة رفح ومستودعًا للأدوية وورش حدادة. وشن الطيران الحربى الإسرائيلى غارة جديدة على مقر السرايا الحكومى الذى يضم مقر الأجهزة الأمنية والسجن المركزى التابع للحكومة المقالة، إضافة إلى قصف مقر محافظة رفح، وتم تدميرهما كليا، فيما شوهدت أعمدة النار تتصاعد فوقهما، وحملت حركة فتح حركة حماس مسؤولية استشهاد سجناء من عناصرها فى القصف الإسرائيل لمقر السرايا. وأفاد شهود عيان وإذاعة الأقصى التابعة لحماس فى وقت سابق، بأن الطيران الحربى الإسرائيلى استهدف مقر الأمانة العامة لمجلس الوزراء فى الحكومة المقالة غرب مدينة غزة. وذكرت مصادر فلسطينية أن من بين أهداف الغارات الجوية الإسرائيلية مسجد مجاور لمستشفى الشفاء فى غزة، حيث استشهد عدد من الأشخاص. وأكدت مصادر بالجيش الإسرائيلى وقوع هذه الغارة بدعوى أن «المسجد استخدم قاعدة لنشاط تخريبى». كما قصفت المقاتلات الإسرائيلية مقر قناة «الأقصى» الفضائية التابعة لحماس ودمرته، إلا أن هذه القناة تواصل حتى اللحظة بثها من أستوديو متنقل. وفى تلك الأثناء، قالت مصادر فلسطينية ومواطنون فى قطاع غزة إنهم تلقوا اتصالات هاتفية من قيادة الجيش الإسرائيلى، تحذرهم فيها من البقاء فى منازلهم فى حال كان بداخله أى عتاد أو ذخيرة وتطالبهم بإخلاء منازلهم تمهيدا لقصفها، فيما طالب مصدر حكومى فى الحكومة المقالة التابعة لحماس، المواطنين، بعدم التعاطى مع تلك الاتصالات. وأعلن الجيش الإسرائيلى أمس أنه ضرب حوالى 230 هدفاً تابعا لحماس خلال اليومين الماضيين. وقالت متحدثة عسكرية «إنها بنى تحتية لحماس مثل مبانى ومخازن أسلحة ومناطق إطلاق صواريخ»، فيما قال مسؤول عسكرى إسرائيلى إن سلاح الجو «لم يهاجم سوى أهداف عسكرية»، مهددا بأن ذلك ليس سوى الفصل الأول من حملة «طويلة» لإجبار حماس على وقف إطلاق الصواريخ، بينما قررت الشرطة الإسرائيلية رفع حالة الطوارئ فى إسرائيل، مع التركيز على المنطقة الجنوبية. جاء ذلك فى الوقت الذى توعد فيه باراك أمس قبل الاجتماع الأسبوعى للحكومة فى القدسالمحتلة بأن الجيش الإسرائيلى «سيوسع ويعمق عملياته فى غزة بالقدر الضرورى»، وأعرب عن ارتياحه فى الوقت الحاضر لنتائج العمليات الإسرائيلية، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن المهمة ستكون «صعبة». وتعهد أولمرت أمس الأول بالعمل على منع حدوث «أزمة إنسانية» فى قطاع غزة، مؤكدا أن إسرائيل «لا تحارب الشعب الفلسطينى» بل حركة «حماس»، معتبرا أن سلاح الجو عمد فى الغارات إلى «تقليص عدد الضحايا الأبرياء إلى الحد الأدنى»، متهما حركة حماس بالسعى إلى التصعيد. ورد إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطينى المقال، القيادى فى حماس بقوله إن الهجمات الإسرائيلية لن تجعل حركته تتراجع «حتى لو أبادت إسرائيل غزة»، داعياً مصر والجامعة العربية إلى «رفع الحصار عملياً عن قطاع غزة وأخذ قرار عربى وإسلامى بفتح معبر رفح إلى الأبد».