هدأت جبهة القتال الفلسطينية فى قطاع غزة نسبيا أمس، مقارنة بما كان متوقعا من تكثيف للهجمات البرية الإسرائيلية، على خلفية ما تم التوصل إليه خلال اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة أمس الأول؟ وبينما أعلن الجيش الإسرائيلى مقتل أحد ضباطه فى اشتباكات بغزة، توغلت نحو 12 دبابة باتجاه مدينة خان يونس، معقل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بينما شنت المقاتلات الحربية غارات جوية على مدينة رفح بالقرب من الحدود مع مصر، حيث قصفت ما لا يقل عن 40 هدفا، دون وقوع إصابات، فى حين استشهد 3 نشطاء فلسطينيين وسيدة، فى غارات جوية أخرى، على بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، وهو ما يرفع إجمالى عدد الشهداء إلى 710 فلسطينيين وأكثر من 3155 جريحًا منذ 27 ديسمبر الماضى. وقصفت الطائرات الإسرائيلية حوالى 40 هدفا فى رفح، حيث تنتشر أنفاق تستخدم فى عمليات تهريب السلاح، وأكد الجيش أن هذه الغارات لم تسفر عن وقوع إصابات، مشيرا إلى أنه تم إلقاء منشورات على المدينة تدعو سكانها إلى مغادرة منازلهم بسبب عمليات قصف وشيكة على مناطق الأنفاق، كما رصدت القوات من 250 – 300 نفق، فى حين تؤكد مصادر فلسطينية أن عددها يفوق ال 500، كما شنت الطائرات الحربية أيضا غارات مكثفة على المنازل السكنية على الشريط الحدودى مع مصر ودمرت عددا منها. وفى مدينة غزة، وسط القطاع، أكدت مصادر فلسطينية أن طيران الاحتلال الإسرائيلى شن غارة جوية على مسجد التقوى، وهو ما أدى إصابة 3 فلسطينيين، كما قصف الطيران الإسرائيلى روضة أطفال بالقرب من مسجد آخر فى حى الشيخ رضوان، بحسب شهود عيان ومصادر محلية. وفى بيت لاهيا شمالا، أعلنت مصادر طبية استشهاد 3 نشطاء من سرايا القدس، الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى، إضافة إلى سيدة، وذلك قبل قليل من تعليق العمليات الإسرائيلية فى القطاع لمدة 3 ساعات من أجل تشغيل الممر الإنسانى، الذى أمر رئيس الوزراء إيهود أولمرت بفتحه. من جانبها، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها قنصوا 3 جنود إسرائيليين على الشريط الحدودى، كما تبنت القسام عمليات إطلاق صواريخ من نوع «جراد» الروسى على جنوب إسرائيل، وقالت إن مقاتليها قصفوا قاعدة «حتسريم» الجوية بصاروخين ومدينة أشدود بصاروخين آخرين، فى حين تبنت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكرى للجان المقاومة الشعبية، إطلاق 17 قذيفة هاون على تجمعات للآليات الإسرائيلية شرق مدينة غزة. وفى بيان ثان، أعلنت سرايا القدس استهداف زورق حربى إسرائيلى بقذيفتين من طراز جديد، يجرى استخدامه للمرة الأولى، وأطلقت على العملية اسم «السهم النارى»، وأشارت السرايا فى بيانها إلى أن الهجوم أجبر الزوارق الإسرائيلية على التراجع وفتح نيرانها المدفعية باتجاه سواحل مدينة غزة. من جانبه، أكد إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلى، أن العملية العسكرية الجارية ستستمر حتى يتم التوصل إلى ما وصفه «حل مقبول»، ونقلت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت» قوله إن إسرائيل «ترغب فى إيجاد واقع آمن لسكان جنوب إسرائيل، وهو ما لن تتنازل عنه»، بينما بدا أحمد يوسف، المسؤول البارز فى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أكثر تفاؤلا بتعليقه بأنه قد يمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل خلال 48 ساعة فى ضوء الجهود المبذولة حاليا.