تباينت ردود أفعال الأحزاب السياسية إزاء إعلان جماعة الإخوان المسلمين ترحيبها بالتواصل مع جميع الأحزاب السياسية من أجل التنسيق حول القضايا التى تهم الشأن العام. البعض رفض التحالف مع الإخوان إلا بشروط، وآخرون أعلنوا الترحيب الكامل بهم كفصيل سياسى. وقال ياسين تاج الدين، نائب رئيس حزب الوفد، إن الحزب يرحب بكل التيارات السياسية ويفتح ذراعيه لها وإن ائتلاف الأحزاب الأربعة الوفد والناصرى والتجمع والجبهة يرحب بكل من يريد الانضمام إليه ويتفق مع مبادئ الائتلاف. وقال نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، إن التنسيق مع الإخوان ليس بجديد وأنه سبق لحزب التجمع نفسه التنسيق معهم فى مناسبات مختلفة فى وقت مضى. وأضاف أن الإخوان ذهبوا إلى التجمع منذ فترة وجلسوا مع قياداته بهدف التنسيق ولكن الاجتماع باء بالفشل بسبب رفضنا أى حزب على أساس دينى ونحن ضد الدولة الدينية من الأساس، وأكد زكى أن قيادات التجمع صارحت الوفد الإخوانى فى الاجتماع بأنهم يزايدون باسم الدين على بقية الأحزاب، ودخلوا مع الحكومة فى سباق لاستغلال الدين. وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، مساعد رئيس حزب الوفد: لا يجب أن يستبعد أى فصيل سياسى من الحوار الوطنى ويجب الاستماع إليه ومشاركته للوصول إلى الصيغة أو الحل الذى يرضى الجميع، وأضاف أن هناك قضايا سياسية واجتماعية ملحة تحتاج إلى تكامل جهود كل القوى السياسية. واستبعد عبدالمجيد التنسيق مع الإخوان فى الانتخابات مؤكداً أن للوفد كوادر وبرنامجه الذى يخوض به الانتخابات وأن الحديث عن الانتخابات سابق لأوانه. وأكد الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية أن الحزب لا يتحالف إلا مع القوى الديمقراطية الليبرالية، ووصف دعوة الإخوان للتحالف مع القوى السياسية بأنها تصرف طبيعى تقوم به أى حركة سياسية تريد أن تثبت وجودها فى الحياة السياسية ويكون لها تأثير. وأضاف أن الجبهة له ثلاثة مستويات فى التنسيق مع القوى السياسية الأول هو التحالف الكامل مع القوى الليبرالية والثانى هو التنسيق والعمل المشترك وهذا يتم مع الأحزاب الرسمية مثل ائتلاف أحزاب المعارضة الأربعة والمستوى الثالث من التحالف يكون فى مواقف معينة ليست طويلة المدى وهذا هو ما يمكن أن نتعاون فيه مع الإخوان بشأن قضية بعينها وهو ليس وارداً فى الفترة الراهنة. وأشار إلى أن إعلان الإخوان لذلك فى الوقت الحالى سببه حالة عدم الرضا عن الأداء الحكومى والمستقبل المجهول لمصر وهذا ما يدفع كل القوى السياسية للبحث عن تحالفات. واستبعد المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد أن يكون هناك تواصل أو تنسيق مع جماعة الإخوان سواء بشأن القضايا السياسية أو أى انتخابات مقبلة، مشيراً إلى أنه يتعامل معها على أنها جماعة غير شرعية تتخذ من الدين ستاراً للوصول لأهداف سياسية وهو ما يتعارض مع العمل السياسى - حسب قوله. وأضاف أن له علاقة طيبة بأعضاء من الجماعة أمثال الدكتور محمد حبيب والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، مستبعداً فى الوقت نفسه أن يكون التنسيق مع الجماعة قائماً على علاقته الشخصية بأعضاء فيها. كما استبعد موسى التنسيق مع أحزاب المعارضة الرئيسية «الوفد، والتجمع، والناصرى، والجبهة» وقال: ليست أحزاباً كبيرة كما يدعون، ولسنا فى حاجة إلى الإخوان أو أحزاب المعارضة (الكبيرة) وأعمل حالياً مع 12 حزباً أخرى وسيكون لنا شأن فى الانتخابات المقبلة. ورحب ممدوح قناوى، رئيس الحزب الدستورى الاجتماعى الحر، بوجود جبهة وطنية عريضة تضم كل القوى السياسية، وينضم إليها الإخوان رافضاً أى تحالف ثنائى معهم. وقال نحن نرى أن تجربة التحالفات بين الأحزاب لم تنجح فى السابق، خاصة السنوات الخمس الأخيرة لعدم وجود أجندة واضحة أو نوايا صادقة فيتحول الأمر فى النهاية إلى مأساة ويزيد الحياة السياسية ضعفاً على ضعف.
