فتحت مصر أمس معبر رفح لليوم الخامس على التوالى أمام حجاج غزة، فيما أصرت حكومة إسماعيل هنية المقالة فى غزة على منع مرور الحجاج، واتهام الرئيس الفلسطينى بالضغط على مصر لإغلاق المعبر، ودعت «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» إلى تنظيم اعتصامات أمام السفارات المصرية فى أوروبا لفتح المعبر يوم السبت المقبل، وفى اليوم نفسه تشهد القاهرة انطلاق قافلة جديدة لكسر الحصار المفروض على القطاع. وأكد مصدر مسؤول بميناء رفح البرى أن مصر «قررت فتح معبر رفح لليوم الخامس على التوالى أمام الحجاج الفلسطينيين»، وقال المصدر إن هذه هى «الفرصة الأخيرة أمام الحجاج الذين منعتهم حركة حماس من الوصول إلى الميناء، بسبب الصراعات الداخلية مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية فى رام الله». وأوضح الغصين أنه «حتى لو كان قد تم فتح المعبر، فلم يكن بمقدور الحجاج السفر لأن الذين سجلوا بالطريقة الشرعية فى غزة لم يحصلوا على تأشيرات سفر، والذين حصلوا على التأشيرات من الذين سجلوا بطريقة (غير شرعية) مع رام الله لم تصل جوازاتهم إلى قطاع غزة، ولا يستطيعون المغادرة دون هذه الجوازات». فى سياق متصل تنطلق يوم السبت المقبل قافلة جديدة للجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة من أمام مبنى مجلس الدولة بالجيزة الساعة ال 11 صباحاً. وقال المستشار محمود الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض، رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار، ل «المصرى اليوم» إن هذه هى المحاولة الأخيرة للجنة وإذا تم منعها فستنظمها عن طريق البحر، مشيراً إلى أن اللجنة لم تجر أى اتصالات مع أجهزة الأمن، لكى تسمح لها، وأن الإعلان عن القافلة يمثل بلاغاً للحكومة»، فاللجنة لن «تتحرك فى الظلام» - على حد تعبيره - مطالباً الحكومة بعدم منعها، لأنه من «العار» أن تمنع الحكومة قافلة إنسانية تحمل أدوية وأغذية لأشقائنا فى فلسطين، خاصة أننا نمر بأيام مباركة وقبل عيد الأضحى المبارك. وناشد الخضيرى الشعب المصرى المشاركة فى القافلة، سواء بالانضمام إلى القافلة أو توديعها أو تنظيم وقفات تضامنية معها فى جميع المحافظات المصرية، مشيراً إلى أن القافلة ليست مقصورة على فئة بعينها وأن جميع النقابات والهيئات مدعوة للمشاركة فيها، لأنه ليس معقولاً أن نترك الفلسطينيين دون كهرباء أو دواء أو غذاء فى العيد. وأشار إلى أن الشعوب العربية تحركت جميعاً، حيث أرسلت ليبيا سفينة وكذلك قطر والكويت وتركيا، و«ليس معقولاً أن نشارك فى الحصار، ونقف صامتين» - على حد قوله. من جانبه قال الدكتور حمدى حسن، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، المتحدث الرسمى باسم القافلة، إنه تم اختيار التحرك من أمام مجلس الدولة، اعتزازاً بالحكم الصادر بوقف قرار الحكومة منع القوافل، وتنفيذاً لحكم القضاء، مضيفاً أن «البرلمانيين الإسلاميين يعدون لسفينة مساعدات لغزة»، وداعياً «جماهير الحزب الوطنى، إلى أن تتحرك وتضغط على قياداته لكى ينفذوا إرادة الشعب المصرى فى إنقاذ شقيقه الفلسطينى من حصار خانق». وأضاف حسن أن «الشعوب العربية كلها تحركت وعلى الحكام العرب أن يتخلفوا عنهم فلا يمكن أن نترك مليوناً ونصف المليون تحت حصار قاتل، أملاً من الحكومة ألا تعترض طريق القافلة». من جانبها أعلنت «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» وعدد من المنظمات الحقوقية والإنسانية والشعبية فى بروكسل، عزمها الاعتصام، يوم السبت القادم، أمام السفارات المصرية فى عدد من الدول الأوروبية للمطالبة بفتح معبر رفح الحدودى مع غزة فوراً. وأكدت الحملة فى بيان صادر عنها فى بروكسل أمس أن الهدف من هذه الاعتصامات أمام السفارات المصرية هو «الإعراب عن الرفض الشعبى الأوروبى لدور مصر فى المشاركة بالحصار عن طريق التشديد فى إغلاق معبر رفح»، مطالبة «بقرار مصرى رسمى جرىء لفتح معبر رفح وإنهاء معاناة مليون ونصف المليون إنسان فلسطينى».
